في كتاب روح الدين لطه عبد الرح من، ترى الفيلسوف وقد ارتقى في سياحة طويلة في عالم الغيب متذكرا، ذكرى اللقاء الأول مع الحبيب الأول، الله سبحانه عز وجل، هذا اللقاء ، لقاء العهد و الميثاق، نبضاته مرقونة في روح الإنسان، كلما انغرس في عالم الشهادة، إلا وعليه أنيبقى على صلة "بذاكرته الروحية" ليرى الله فاعلا في كل الوجود الإنساني.
طه عبد الرحمان يحدد جدل الإنسان بالغيب، في علاقة " التذكر" محاربا النسيان. لكن أبا القاسم حاج حمد، ارتمى في أحضان القرآن، وعاش مع القرآن، وتنفس القرآن، مستكشفا جدل "الإنسان والغيب".
حاج حمد، كان يقرأ القرآن ليحدد هذه العلاقة: هل الله مهيمن وفاعل بالمباشر في كل الوجود الإنساني؟ أين أثر الله في الوجود؟
لكي يجيب على هذا السؤال الإشكالي، اكتشف الحاج حمد، مراحل النضج العقلي للبشرية، كما يوضحها القرآن، ففي زمن بني إسرائيل مثلا، كانت الفاعلية والهيمنة المباشرة لله سبحانه، وهنا نحت مفهوم "الحاكمية الإلهية"، لكن في زمن النبوة، زمن النبي العدنان محمد صلى الله عليه وسلم، مع نزول القرآن الكريم، الذي هو خاتم الرسالات. فلا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ولا كتاب بعد القرآن.
حاج حمد، كان يقرأ القرآن ليحدد هذه العلاقة: هل الله مهيمن وفاعل بالمباشر في كل الوجود الإنساني؟
كل ما هو مع البشرية، مدونة إلهية مكتوبة في الصحف، يجدر بالإنسان الذي وصل مرحلة النضج العقلي، أن يكتشف القرآن الكريم، وهنا نحت الحاج حمد مفهوم "الحاكمية البشرية"، ومعناها أن الله مؤثر في الوجود وفق خطة مرسومة، لكنه من وراء حجاب، بطريقة غير مباشرة، وما على الإنسان إلى أن يكتشف "الحق في الخلق"
حينما تقرأ طه عبد الرحمن تجد وكأن فاعلية الإنسان قد انسحقت، لكن حينما تقرأ الحاج حمد تجده يحدد بمفاهيم معينة طبيعة العلاقة بين الإنسان والله و الطبيعة، فالله لا يسلب الإنسان إرادته لكنه مؤثر فيه، والله لايسلب الطبيعة قوانينها، لكن يؤثر فيها.
إرسال تعليق