U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

متى ترد الجزائر للمغرب أراضيه المسروقة؟


 

إعداد: مصطفى بوكرن


ألف ألفريد جورج بول مارتن ، وهو ضابط فرنسي، كتابا بعنوان أربعة قرون من التاريخ المغربي ، في الصحراء من 1504 إلى 1902 ، في المغرب من 1894 إلى 1912 . وأكد بالأدلة، أن حضور المغرب كان فعليا في توات والقورارة، وتيديكلت ، كما يتضح في ظهائر التعيين ، والقطع النقدية ، والروابط مع السلطة المركزية .

 

كان الكتاب صادما، لأنه كشف حقيقة الصحراء قبل الاحتلال. فكان مصير الضابط الطرد.

 

في عام 1845 ، صاغت فرنسا معاهدة للا مغنية ، بعد انتصارها في معركة إسلي . يحدد البند الثالث من المعاهدة  حدود الدولة المغربية والمستعمرة الجزائرية من قصبة عجرود على واد كيس إلى ثنية الساسي. لكن في البند الرابع ، لم يتم ترسيم الحدود في الجنوب ، بمبرر أنها أراضي خالية ، هي مرعى لعرب البلدين الرحل. أما البند الخامس المتعلق بالقصور ، تدعو حاكمي البلدين إلى احترام العرف الجاري بينهم.


وحدد البند الخامس القصور التي تتبع للبلدين : قصري إيش وفجيج يتبعان للمغرب ، وقصور عين الصفرة ، صفيصيفة ، عسلة ، تيوت ، الشلالة ، الأبيض ، بوسمغون تتبع للجزائر . وذهبت السلطات الفرنسية أن أي منطقة غير محددة بدقة تعتبرها من أراضيها .


في عام 1870 ، هاجمت فرنسا واحات الجنوب المغربية ، في توات وتيديكلت والقورارة ، بمبرر عدم وجود ترسيم للحدود جنوب القصور .


في عام 1875 قاد بوعمامة مقاومة في محيط عين الصفرة .


 وفي عام 1886 ، توجه وفد من توات إلى فاس بحثا عن الدعم 

.

وفي عام 1887 ، ذهب وفد آخر بقيادة مولاي علي ولد مولاي سليمان ، إلى السلطان مولاي الحسن الأول للاحتجاج على الفرنسيين في المنيعة.


وفي عام 1891 ، أرسل الحسن الأول مبعوثين يحملون رسائل إلى أهالي توات والقورارة وتيديكلت المغربيه.


 

احتج المغرب لدى القوى الأوروبية على احتلال توات ، وأكدت حكومة المملكة المتحدة على الطابع المغربي للواحه .


وفي عام 1890 ، احتلت فرنسا عين صالح بوادي الساورة.


 وفي عام 1892 ، احتج السلطان الحسن الأول على فرنسا، وطلب تسوية مشكلة الحدود.

 

 واجهت فرنسا مقاومة شرسة ، جعلتها تفرض في عامي 1901 و 1902 على المغرب اتفاقيتين جديدتين، ولم تشيرا إلى أي تنازل عن السيادة المغربية على أراضيها . بل نصتا على تعيين خليفة لتمثيل الحكومة المغربية في أحد القصور المغربية الثلاثة : القنادسة ، بشار ، وواكدة .

 

لم تستطع فرنسا خرق اتفاقية للا مغنية صراحة ، حين أرادت احتلال فجيج ، فمهدت لذلك باحتلال بني أنيف ، لخنق واحة فجيج.


كان ليوطي قائد منطقة وهران منذ عام 1903 ، فقد احتل بشار المغربية، وأطلق عليها اسم كولومب ، وأعاد تسمية رأس العين ، باسم بيركن.


احتلت فرنسا بوذنيب المغربية عام 1907 ، متجهة إلى تافيلات ، لكن الاحتجاجات الإنجليزية أوقفت الفرنسيين.


في عام 1912 ، وقع المغرب معاهدة الحماية ، ومن المفارقات ، أن ليوطي الجزائري أصبح مغربيا ، طلب إلحاق عين الصفرة بقيادة تافيلالت ، غير أن وزارة الحرب رفضت .


في الأربعينيات من القرن الماضي ، أصبحت فرنسا تهتم بالثروات الموجودة في باطن الصحراء . وكانت تبحث عن منفذ على المحيط الأطلسي . اندفعت باتجاه تندوف المغربيه، فواجهت فرنسا مقاومة شرسه ، لكن رجال تندوف حطوا السلاح في عام 1934 ، وبعد حوالي 15 سنة ضمتها فرنسا إلى الجزائر ، بعدما كانت تابعة لقيادة تزنيت المغربية .


كان الهدف الحقيقي للاستراتيجيين الاستعماريين ربط البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي ، وإلا لن تكون للصحراء أي أهمية، وذلك بالربط بين تندوف وأكادير .


في 2 غشت 1956 ، وبعد أشهر قليلة من الإعلان المشترك في 2 مارس للاعتراف باستقلال المغرب ، أصدرت السفارة الفرنسية في الرباط مذكرة تتعلق بمشروع قانون ينص على تنمية المناطق الصحراوية. وفي 8 غشت 1956 ردت وزارة الخارجية المغربية على السفارة الفرنسية قائلة : إن حكومة جلالة الملك تود أن تحدد السيادة التي تمارس على هذه المناطق ، وكذلك ترسيم الحدود .


في 25 فبراير 1958 ، خطب محمد الخامس في محاميد الغزلان قائلا : سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان .


في 15 دجنبر 1958 وجه المغرب رسالة إلى وزارة الخارجية الفرنسية يعتبر فيها أن نهاية الحماية يجب أن تؤدي إلى عودة جميع التراب الوطني إلى حكومة جلالة الملك كما هو معترف به دوليا عشية المعاهدة في 30 مارس 1912.


وفي يوليوز 1961 ، تم إبرام اتفاق بين المغرب والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ، شددت المملكة على معارضتها لأي محاولة تقسم التراب الجزائري. كان هناك احتمال تقسيمه إلى: وهران والجزائر العاصمة وقسنطينة ، بدون الصحراء . كما أن الحكومة المؤقتة أكدت على أن ترسيم الحدود التي خلفها الاستعمار يطرح مشاكل كثيره، ووعد الاتفاق بإيجاد حل مشترك بين المغرب والجزائر .


لكن الرئيس أحمد بن بله ما أعلنه يخالف ما عليه الواقع، وهو : الجزائريون مجرد ورثة غير شرعيين لفرنسا التي سرقت الأراضي المغربية. فمتى ترد الجزائر للمغرب أراضيه المسروقة؟.


ملخص مقال بعنوان: "كيف مزقت فرنسا أوصال الإمبراطورية الشريفة" للمؤرخ حسن أوريد،. مجلة زمان، العدد:114 ، أبريل2023، الصفحة:66.

 



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة