U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

أحبت منحرفا لتنزيل نموذجها التنموي!

 







بقلم: مصطفى بوكرن

ضمُر الحب، انشغلتْ بهم عنه. كل شيء كان في حياتي يطبعه التوتر. كنتُ جندية، لا أضحك ولا ألعب. أكون جدية طيلة الوقت، لأنني قدوة للكثيرين، لا أسمع الأغاني، لا لأنها محرمة، لا أرقص في الأعراس، لا لأنها محرمة، بل لأنني أحمل هموم بلدي والمستضعفين في هذا العالم.

لم أكن أتوقع يوما أن الحب سينفجر في قلبي، وسيتحرر من كل القيود، وسيطالب بحقه في الوجود. أن يظهر مستمتعا، لا يبالي بهم، ويطلب من المستضعفين، أن يتركوه لحظة ينعزل فيها، ليكتشف ذاته من جديد.

استطعتُ باجتهادي، أن أصل إلى أرفع قمم النجاح، أصبحتُ ذائعة الصيت، عشتُ استقرارا ماديا، يكفل لي عيشا كريما. بقدر ما نجحت، فشلت في علاقتي به، استغلوها، لينتقموا مني. كان الفراق الحل المر.

اشتقتُ إليه في حياتي، فانفجر الحب، يبحث عنه، ولا يبالي بالقيود والتحذيرات، فسقط حبي عليه، من النظرة الأولى أسرني، ارتميت فيه، لم أفكر في سيرته، ومن يكون، وما حقيقته، وما أهدافه، أحببته وكفى. وليكن مجرما، أو شيطانا، قلبي يقول لي: هو الذي تبحثين عنه من زمن بعيد.

تغيرت...أحببته عمياء، روى عطشي. رأيته لطيفا حنونا محبا عطوفا.

فجأة، وصلت الأخبار إلى أمي. تركوني أنا، وركزوا عليه هو، وصلت الوشايات إلى أمي: "بنتك تحب لصا وتريد الزواج به".

كان الوشاة، يقولون لأمي: "اللص ابتكر حيلة غريبة في النصب والاحتيال، يريد الزواج ببنتك...".

قلت لأمي باكية: أحبه، ولو كان لصا، فالحب لا يعترف بالعيوب.
انقسمت أسرتي، كلهم تدخلوا في اختياري، رفضوا زواجي به، ودافع عني أخي الصغير.

كانت معركة. وأية معركة دخلتها أستمر فيها إلى النهاية، ولو كانت النتائج خاسرة، لأن كبريائي يمنعني من التصاغر.

أحببت أخي كثيرا. أمي وأبي وكل إخواني وأخواتي يشعرون بالخجل الآن.

عشنا قصة حب رائعة، تحديت الجميع. وكان هو في مستوى التحدي، راجع أفكاره وتصرفاته.

كنت أعلم أن له مغامرات نسائية عديدة، وكنت أعلم ببعض تصرفاته، لكنه لم يكن لصا، كان يعشق المغامرات.

بالحب، استطعت أن أجعل منه رجلا آخر، وبالحب استطاع أن يجعل مني امرأة أخرى. وعاش الحب لحل أعقد العلاقات الاجتماعية.

إنها الذكرى الأربعين لزواجنا...

اتساءل الآن: ماذا لو استجبت لأسرتي؟

هم ركزوا على السيء، وأنا ركزت على الإيجابي .

غيّر زاوية النظر تغير موقفك.

لو ركز أحدنا على عيوب أعز الناس في أسرته، لكرهه، وفارقه...لكن الحب يأبى السواد.

صدق الشافعي حينما قال:
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ, وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
لو استجبتُ لأسرتي، لشعرت باغتصاب قلبي، ولن ينفع علاج حينما يغتصب القلب.

الحب الممنوع، نهايته مأساوية أو نهايته ملحمية...

كانت قصتي ملحمية، تحولت قصتي إلى أسطورة، انتصرت فيها امرأة على الجميع.


الحب الممنوع، نهايته مأساوية أو نهايته ملحمية


كنت بطلة، أصبحت قدوة للحب الممنوع...

يااااه، أنا الآن ممددة على سريري، وأتذكر تلك الأيام قبل أربعين سنة. كانت أمي تبكي، وتقول لي: سيسرق أموالك. أبي غضب وحمل كأسا، قذفه على الحائط. أختي كانت تتجسس على هاتفي، سرقته مني.

كنت كلما فكرت لزيارة أسرتي، أبكي، لأنهم لن يتحدثوا معي إلا في موضوع واحد، يقولون بصوت واحد: لا للزواج به.

كنا نعيش حياة جنائزية، عراك خصام صداع بكاء. وحده أخي الصغير اسمه مصطفى بوكرن، كان يأتيني بوردة ويبارك لي زوجي. كنت أعانقه، واقبله، وأبكي في حضنه، أخي هذا كان سنه عشرين سنة.

أتذكر كل ذلك الآن، وأتذكر يوم اكشتفت أسرتي أن الحياة لا تدار بالعقل، قد يخيب العقل في تقديراته. كان زوجي عظيما، قدم نموذجا رائعا للزوج الحنون وصاحب القلب النقي، كانت تصله الاتهامات من طرف أسرتي، لكن لم يقابلهم بنفس المعاملة.

كان زوجي، نعم الرجل، توفي قبل سنتين، والآن أتذكر هذه الرحلة الجميلة من حياتي...

وانتصر الحب...
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة