مصطفى بوكرن
أثار الدكتور الدكتور حسان شهيد مجموعة من الأسئلة حول كتاب التأسيس الائتماني لعلم المقاصد، ومن أهم الأسئلة، تلك التي وجهها إلى طه في نقده للاستقراء. حيث قال: "هذا كلام في نظري بالغ الخطورة". ثم أورد شهيد، ما يدل على الخطورة في قول طه عبد الرحمن: (وهذا يرجع بأن القول بالاستقراء لا يراعي قدسية النص، إذ ينزع عنه هيبته، ويقطع مدده، أو قل في كلمة جامعة: إن الاستقراء لا يحترم النص). عبّر الحسان شهيد الأستاذ الجامعي والمتخصص في المقاصد وأصول الفقه عن استغرابه متسائلا: "ألا يهدم هذا النقد الكلي للاستقراء كل جهود العلماء العلمية في الأصول والمقاصد والفقه والحديث وباقي العلوم، التي قامت على البحث الاستقرائي، بداية من رسالة الشافعي، وما يليها من كتب ومصنفات؟".
وقد شارك الحسان شهيد في ندوة عن بعد، لقراءة الكتاب، من تنظيم مركز نهوض للبحوث والدراسات، حيث ظل يصف انتقادات طه للمقاصديين بالخطيرة، ومنها قول طه: "فإن الاستقرائي لا يأمن أن يقع، بموجب اندفاعه في مراكمة الأدلة بعضها على بعض، إلى تعطيل هذه الصلة - يقصد العلاقة الاعتقادية- ناسيا أن هذه الأدلة توجب عليه تفاعلا إيمانيا معها، ونسيان هذه الصلة، لا يدل كما يزعم بعضهم، على حياد إزاء هذه الأدلة، تحققا بالموضوعية، وإنما، في الحقيقة، يؤدي إلى تفاعل غير إيماني معها". وعلق الحسان شهيد بقوله: "كلام خطير وغريب من طه" ثم أضاف قائلا: "ألم يعتمد طه المنهج الاستقرائي في بيان مفهوم القيمة، وإن أسس لها بالمعنى اللغوي، لما ذكر ست آيات، وهي: آية الاستقامة، وآية الفطرة، وآية التفضيل، وآية العوج، وآيتا التقويم، وآيات القيّمة، فإن لم يكن ذلك استقراء، فلا يمكن أن تفيد تلك الآيات بانفرادها دلائل قطعية، كما قال الشاطبي؟".
واعتبر الحسان شهيد الأستاذ الجامعي بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان أن كتاب التأسيس الائتماني لعلم المقاصد لطه عبد الرحمن" "هو مقاربة كلامية لغوية للمقاصد" وبالنسبة للغة التي كتب بها، يقول شهيد،: "لم يكتب بلغة فقهية مقاصدية بالدرجة الأولى". وخلص بقوله: "إذن، الكتاب تحكمه رؤية كلامية عقائدية، بالأساس".
إرسال تعليق