U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

من هو فيلسوف التاريخ أمين العوني؟

 



بقلم: مصطفى بوكرن

قبل أسبوع سألني تلميذ عن أمين العوني، فقلت له: لا أعرفه. فراح التلميذ يحكي لي قصة أمين، ويقرأ من هاتفه بخشوع، وأوصاني بقراءة مؤلفاته قائلا:

1- مسيرته


ولد أمين العوني في 7 دجنبر سنة 1944، لعائلة ذات تاريخ عريق. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في فاس ثم انتقل إلى الرباط حيث حصل على البكالوريا سنة 1962، بعد ذلك انتقل إلى فرنسا لدراسة العلوم السياسية فحصل على الإجازة من معهد الدراسات السياسية بباريس سنة 1965، أتم دراسته العليا فحصل على دبلوم السلك الثالث في التاريخ سنة 1967 وشهادة التبريز أستاذ مبرز في الاسلاميات سنة 1972.

حصل أمين العوني على الدكتوراه سنة 1985 عن أطروحة بعنوان «تاريخ المخزن المغربي: الثوابت والمتغيرات». اشتغل بعدها مدرسا في كلية العلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس إلى أن تقاعد أمين العوني عن العمل سنة 2009.

بصراحة راقني جدا، أن يكون بيننا مغربي من هذه الطينة، وأشدت بالتلميذ لأنه يهتم بالعلماء الكبار، وليس بالتافهين، فقلت له: واصل يا صديقي.


2- المنهج المعرفي عند أمين العوني



حسنا، يا أستاذي العزيز، إن أمين العوني يعتمد المنهج المعرفي لمعالجة قضايا وإشكالات الفكر العربي . هذا المنهج الذي اعتمد عليه العوني يرتكز على جانبين اثنين هما:

الجانب التاريخاني:


يرى العوني أن التاريخانية سعي وإحاطة بالوقائع التاريخية على أرضية التاريخ مع ضرورة التفريق بين مجال التاريخي والمجال الفلسفي، وباعتبار العوني أحد المدافعين عن التاريخانية فإنه يعرفها تعريفا خاصا: «ليست التاريخانيّة مذهبا تأمّليّا، وإنّما هي موقف أخلاقي يرى في التاريخ، مختبرا للأخلاق وللسياسة. لا يهتم التاريخاني بالحقيقة بقدر ما يهتم بالسلوك» (السياسة في مختبر التاريخ: أمين العوني: 1988، ص 16).

الجانب التأسيسي:


إن العوني يرى أن العقل يتأسس على مفاهيم محددة في بناء العقل، وهذا ما جرى عليه ديكارت، هذا المنهج يظهر في سلسلة مفاهيم لأمين العوني (مفهوم الأخلاق، مفهوم السياسة، مفهوم اللغة، مفهوم التاريخ), وقد وضح منهاجه التأسيسي في مقدمة كتابه «مفهوم الإنسان» (ص8):« إننا لا نبحث في مفاهيم مجردة، بل نبحث في مفاهيم تستعملها جماعة قومية معاصرة».

إننا لا نبحث في مفاهيم مجردة، بل نبحث في مفاهيم تستعملها جماعة قومية معاصرة

3- مؤلفاته


بدأ أمين العوني النشر سنة 1974 تحت اسم مستعار (عبد الله سيكوك). ضم إنتاجه على دراسات في النقد الأفكار والأنظمة ووأبدع مجموعة من النصوص الروائية. نشر أعماله في المجلات: أقلام (الرباط)، مواقف (بيروت)، دراسات عربية (بيروت)، (بالفرنسية: Les temps modernes)‏، ديوجين (باريس).

ومؤلفاته كالآتي:
التاء المربوطة، رواية، 1981.
الإيديولوجيا والتاريخ، 1984
العرب والفكر،1986
إحسان بنعلوش: رواية، 1988
مفهوم الإنسان، 1989
مفهوم اللغة، 1990
مفهوم الأخلاق، 1991
الثقافة، 1993
مختصر تاريخ المغرب، 1994
سوينغا، رواية، 1996
دفاتر، سيرة ذاتية، 1999
مفهوم السياسة، 2002
مفهوم التاريخ، 2006
لماذا أخفي وسامتي؟ رواية 2007
السنة والمال، 2008
من ديوان الأخلاق، 2009
خواطر المساء (يوميات من أربعة أجزاء، آخرها صدر سنة 2015)
استفهام، 2016
بين الدين والتاريخ 2020.

على سبيل الختم:


شكرتُ تلميذي كثيرا، لأنه عرّفني بعَلم من أعلام الأمة المغربية، تأسفت للأنني لم أقرأ له كتابا واحدا.

بعد يوم، ثارت ضجة حول أمين العوني، فرحت كثيرا، لأن المغاربة يعرفون فيلسوفا عظيما، اهتز له الفيسبوك، بحيث أصدر كتابا فلسفيا جديدا، سيعيد النظر في الكثير من المفاهيم المألوفة، عنوانه: "التاء المبسوطة" حزنت كثيرا، لأنني لم أهتم به إلا متأخرا.

أنا الآن، مكتئب، لأنني فاتني خير كثير، كان يقدمه فيلسوف التاريخ أمين العوني.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة