U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

المراسل الإسرائيلي خنون بنخريون يكتب: بارك يهوه ضحكتك يا وهبي



بقلم: خنون بنخريون


بداية أشكر مدونة bogarn على كرم ضيافتها، أن أتاحت لي فرصة التواصل مع المغاربة.


لا أصدق ما يجري في المغرب، لم أتوقع مطلقا أن تتطور العلاقة بين دولتي إسرائيل والمغرب بهذه السرعة، منذ 22 دجنبر 2020. كنت أظن أن الشعب المغربي قاطبة سينزل إلى شارع محمد الخامس بالرباط أمام البرلمان، لرفض ما يسمى بالتطبيع، بل أنا مندهش غاية الاندهاش، لم أصدق أن يبرر الحزب الإسلامي الأصولي العدالة والتنمية، عودة العلاقة بين الدولتي، بل يكاد عقلي يتوقف، حين أرى رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، يوقع عودة العلاقة، وهو الذي كان مناضلا شرسا ضد التطبيع.


لا أصدق ما جرى ويجري في المغرب. دولة إسرائيل المنبوذة، أصبح مرحبا بها. أريد أن أعبر عن وجهة نظر النخبة الإسرائيلية حول هذه العلاقة. فنحن في إسرائيل، عندنا ديمقراطية حقيقية، لكن ليست مثالية. نعبر عن وجهة نظرنا بكل حرية واتزان. ومن هذا المنطلق، فأنا إعلامي، دوري أن لا أكون بوقا للحكومة، فدوري أنني سلطة رابعة، أبحث عن الأخطاء لأصححها، لكي لا يستغلني السياسي في أجندتها.


دوري أن لا أكون بوقا للحكومة


لذلك سأتواصل مع الشعب المغربي، من خلال هذه المقالات، التي تتفاعل مع تطورات العلاقات الإسرائيلية المغربية. لن أكون بوقا لحكومة يائير لبيد، فهذا ليس دوري، ولكن أريد أن أتواصل مع النخبة المغربية، المستقلة عن الحكومة، والتي تعبر عن وجهة نظرها بحرية، وتمتلك الجرأة لتقول رأيها كما نحن هنا في إسرائيل. 


أنا أؤمن بنهاية إسرائيل، وأؤمن بأنها دولة محتلة، وأؤمن بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، وأؤمن بحق المقاومة في الدفاع عن نفسها. أنا الذي أتحدث معكم، لا أريدك أن تتقبل إسرائيل كدولة طبيعية، فهي دولة مستنبة في أرض ليست لها، وحتما سيأتي الوقت لتموت. أنا يساري وأومن بأفكار ناطوريا كارطا، أريد تحرير اليهود لينتشروا من عالم من قبضة هذه الدولة.


أنا يساري وأومن بأفكار ناطوريا كارطا، أريد تحرير اليهود لينتشروا من عالم من قبضة هذه الدولة.


ولدت في إسرائيل سنة 1978، ولازلت أقيم فيها. لكن مع مرور السنوات بدأت أكتشف، أنني أعيش داخل كيان، لا يحترم الإنسان الفلسطيني، درست وبحثت، فأصبحت معارضا شرسا لدولة إسرائيل.


أستغرب ما يجري في العالم العربي، هناك نخبة إسرائيلية، وأنا منهم، نؤمن بضُعف إسرائيلي، وأنها ستنتهي طال الزمن أو قصر، لكن نرى دولا في العالم العربي تتسابق للتعامل وربط العلاقات والشركات مع إسرائيل.


شخصيا،  أحب أن تربط دولتي علاقات اقتصادية وتجارية وسياحية وأمنية مع بلدان أخرى، لأنين أعيش فيها، وعائلتي تعيش فيها، ومستقبلي مرتبط بهذه الدولة. لكن لم أعطل عقلي عن النقد، عكس النخب العربية، التي تتسابق وراء المسؤول السياسي. ولا مشكلة عندي، أن تبحث الدول العربية عن علاقات مع إسرائيل، فمن حقها أن تبحث عن مصلحتها، لكن ما يثير استغرابي، هل حقا، يبحثون عن مصلحة حقيقية لبلدانهم، تعود بالنفع على جميع المواطنين أم أن نخبة واحدة هي من تستفيد؟


تابعت الزيارة التي قام بها وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر، وهالتني تصرفات وزير العدل المغربي، يقهقه بأسلوب غريب، لم يحترم مشاعر المغاربة مطلقا، وهو الذي قدم قانونا لتجريم التطبيع. لو كان عندنا وزير من هذا النوع، لوقع ضغط كبير في إسرائيل للإطاحة به، دون تردد. أنا كإسرئيلي، فرحت بهذه الخطوة، وما قام به الوزير جدعون لن أطبل له، بل أضع أعماله تحت مجهر النقد، لأنني دائما أفكر في جميع المواطنين، لا أن تحتكر نخبة الدولة، وإن كنت أعرف أن نهايتها ستكون مأساوية، ولكنني أجتهد لتكون نهايتها بطريقة هادئة لتحرير الإنسان من قبضتها.


لو كان عندنا وزير من هذا النوع، لوقع ضغط كبير في إسرائيل للإطاحة به، دون تردد


وما أثار استغرابي، أن شعب المغرب الطيب، لا علم له بما يجري، مع العلم أن الأخبار منشورة في أهم جريدة مغربية، جريدة الأحداث المغربية، التي تغطي الشأن الإسرائيلي بتميز. ألا يعرف هذا الشعب أن وفدا امريكيا- إسرائيليا حل في أول رحلة جوية بين إسرائيل المغرب، يوم الثلاثاء 22 دجنبر 2020، بالمغرب، يضم المستشار الخاص للرئيس الأمريكي السابق ترامب، جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القوي الإسرائيلي، السيد مائير بن شبات. وكانت هذه الزيارة، في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك محمد السادس يوم 10 دجنبر مع ترامب. ألا يعرف هذا الشعب ونخبته، أن هذه الزيارة، تكللت بمجموعة من الاتفاقيات: الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والمغرب. الاستئناف الفوري للاتصالات بين المسؤولين. تشجيع التعاون في الاقتصاد والتكنولوجيا والطيران المدني والتاشيرات والخدمات القنصلية والسياحة والماء والطاقة الأمن الغذائي وغيرها من القطاعات. إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب.


منذ هذا الاتفاق الثلاثي، وكل ما جاء فيه على ما دار ما يقرب سنة ونصف، ينفذ تباعا. نحن في إسرائيل ننتقد وزراءنا، إذا لم تكن القرارات في صالح المواطنين. ولكن استغرب من صمت النخبة المغربية. وأستغرب من حفاوة الاستقبال المبالغ فيه للمسؤولين الإسرائيليين.


نحن النخبة المعارضة في إسرائيل، يهمنا أن نجد معارضة قوية لمسؤولينا في المغرب، لأن المعارضة إن لم توجد، فستتغول السلطة. ولا أريد فتنة أو اضطرابا في المغرب، فالمغرب بلدي الأصلي، هناك جدودي في مدينة آزمور. أحب أن يظل مستقرا، تحت ملكيته العظيمة، والتي حرصت على حماية اليهود لقرون من الزمن


كم ضحكت، حين رأيت وزير العدل المغربي وهبي، يضحك بتلك الطريقة  الغريبة. أجزم أنه لا يفهم شيئا. على الأقل، أن يحضر كوزير دولة محترم يبحث عن مصلحة بلده، لكنه حضر كما لو أنه زوج بنته. 


فبارك يهوه ضحكته الغريبة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة