بقلم: مصطفى بوكرن
كان الملك الحسن الثاني يعتقد أنه مختار من الله. وكان يتساءل عند حديثه بعد العمليتين الانقلابتين الفاشلتين:
- كيف أموت وولي العهد في سن تسع سنوات؟
وكأنه يقول: الله لا يريد شرا بالمغرب.
هذا ما جاء في الكتاب الذي يحكي سيرة ملك، بعنوان: "ذاكرة الملك". والذي حكى تفاصيل تأليفه الدقيقة، الصحافي طلحة جبريل في حديث رمضاني مع رضوان الرمضاني. الكتاب الذي هو عبارة عن حوارات مع الصحافي الفرنسي إيريك لوران سنة 1993.
الطيار صلاح حشاد، الذي كان ضمن سرب الطائرات التي استهدفت طائرة الحسن الثاني في انقلاب 16 غشت 1972، يقول: كان الطيار يضغط على الزر والقنابل لا تخرج، وأضاف أن طيارا آخر، كان يضرب بقوة، ولم تسقط الطائرة.
وأضاف صلاح: إن ما وقع معجزة.
وكان الحسن الثاني يقول للربان القباج، الذي ظل نائما لمدة عشرة أيام بعد فشل المحاولة، إنني أردد باستمرار هذا الدعاء: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض والسماء وهو السميع العليم.
ورد ذلك في برنامج شاهد على العصر، للصحافي أحمد منصور على قناة الجزيرة.
يذكر أن وفاة الحسن الثاني، كانت بعد معاناة طويلة مع المرض، ويحكي الصديق معنينو تفاصيل المرض قائلا: انفجر خبر المرض حين كان الملك في نيويورك. ثم إن الملك كان له موعد استقبال لرئيس دولة أجنبية، فاستقبله ولي العهد.
ظل الناس يتساءلون عن حقيقة مرضه، فأخبر الديوان الملكي الرأي العام، بأن الملك مريض بالزكام.
يواصل معنينو قائلا: اشتد المرض على الملك، فأمره الطاقم الطبي بأن يدخل مستشفى أمريكيا، فرفض في البداية، وقال لهم: إن كانت نهايتي فلتكن في بلدي.
تدخلت العائلة الملكية وأقنعته بذلك، فصدر بلاغ يخبر الرأي العام أن الملك دخل المستشفى الأمريكي، فعرف الناس أن المرض أخطر من الزكام. ثم صدر بلغ يطمئن الرأي العام أن الملك قد خرج من المستشفي وهو بخير.
يقول معنينو: كان للملك موعد مع خطاب 6 نونبر 1998، فرجع إلى المغرب في 4 نونبر 1998، واستقبله في المطار العائلة الملكية، وعلى الأخص أحفاده.
يضيف معنينو: ظهر الملك مريضا، وأصبح شديد النحافة. واحتضن أحفاده، ولم تكن له رغبة في السلام على من في المطار.
صدر بلاغ يخبر الرأي العام، أن الملك سيدخل في راحة استشفائية لمدة ثلاثة أسابيع.
لكن صبيحة يوم 6 نونبر استعد الملك ليلقي خطاب ذكرى المسيرة الخضراء. وما إن أنهاه، حتى التحق بنُزُل في بوقنادل ليرتاح في أيام نقاهته.
واستقبل الملك في هذه الفترة بوستة واليوسفي جاءا للاطمئنان عليه. وكانت هذه مبادرة إنسانية ذكية، كما يقو لمعنينو.
تعرض الملك لمحاولات انقلابية كثيرة، لكنه مات في الأخير بين أهله وعلى سريره. كان يعتقد حقا، أنه مختار من الله، ولما توفي في 23 يوليوز كان سن ولي العهد محمد السادس 36 سنة، فأصبح بعد ذلك ملكا.

إرسال تعليق