U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

شكيب أرسلان يكتب: ما معنى المخزن؟



جنيف- شكيب أرسلان رمضان 1354:

كان في الدولة الأموية في الأندلس خطة عليا، يقال لصاحبها "خازن المال" وهو يقابل "ناظر المالية" في أيامنا هذه، كما كان هناك خطة يقال لصاحبها "خازن السلاح" أو "خازن الأسلحة" وهو يقابل من كان في الدولة العثمانية يقال له "مشير الطوبخانة"، وكان يقال " خزانة المال" للخزانة العامة أي العائد للدولة. ولم يكن يقال في قرطبة "بيت المال" إلا لخزانة الأوقاف والصدقات ولذلك جعلوا بيت المال في مقصورة الجامع الأعظم في قرطبة تحت نظر قاضي الجماعة. أما خزانة المال أي خزانة الدولة فكانت في قصر الخليفة.




وكانت الأموال الداخلة وجميع أنواع المستغلات يقال أنها عائدة للخزانة، فصارت الخزانة كأنها مرادف للفظة الدولة ويظهر أنهم قالوا "المخزن" أيضا فصار المخزن أيضا رديفا للفظة الدولة. ولم أطلع أنهم عبروا "بالمخزن" عن الدولة في زمان بني أمية، وإني رأيت هذه اللفظة مستعملة بمقام الدولة أو الحكومة في أيام بني الأحمر، وأتذكر أني قرأتها في الإحاطة للسان الدين بن الخطيب بهذا المعنى ولكن في مقام مالي له مناسبة مع اللفظ.





وقد قرأت في العدد الرابع من "المغرب الجديد" بحثا منقولا عن الكاتب المؤرخ السيد محمد بن علي الدكالي يتعلق بإطلاق لفظة مخزن على الحكومة من باب تسمية الكل باسم البعض وقال إنه لا يعرف متى بدأوا بهذا الاصطلاح وإنما يرجح كونهم بدأوا به من قديم وأنه كان معروفا في القرن الخامس، وذلك لأن أبا بكر الصنهاجي المعروف بالبيدق روى في تاريخ له أن دولة الموحدين استولت على كل ما كان لدولة المرابطين ومن الجملة "عبيد المخزن" فدل هذا على أنهم كانوا يعرفون هذا الاصطلاح من ذلك الوقت أي من أيام الموحدين. فلا عجب إذا أن يكون معروفا في أيام بني الأحمر في غرناطة وأن يجري في كلام لسان الدين بن الخطيب الذي عاش في القرن الثامن، أما في المشرق فلم أجد لهذه اللفظة أثرا بمعنى الحكومة على الإطلاق.


مصدر المقال: مجلة المغرب الجديد، رئيس تحريرها محمد مكي الناصري، كانت تصدر من تطوان. العدد: 8، السنة: 01. شوال 1354، يناير 1936، ص:15، 16.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة