U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

باحث في العقائد والأديان ينتقد الشيخ مولود السريري لأنه وقع في كبيرة من الكبائر العلمية

 


أبو الطيب مولود السريري


مصطفى بوكرن


انتقد الباحث في العقائد والأديان حمزة النهيري الشيخ مولود السريري، بعد نفيه نسبة القول المشهور إلى الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"، حيث قال في تدوينة مطولة على صفحته الفيسبوكية: "فنفيه - مولود السريري- لقول الامام مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول) يعد خطأ بل هو كبيرة من الكبائر العلمية، لأن قول مالك هذا مشهور عنه وعن تلامذته الذين نقلوا مذهبه وحققوا مسائله، وهو مشهور أيضا في الدرس الكلامي حتى أضحى وأصبح من البدهي فيه، وقول مالك امتداد لمذهب السلف أهل السنة والجماعة في قضية الأسماء والصفات".





وقد جاء نفي الشيخ مولود السريري لقول مالك في سياق حديثه، عن إحياء بعض الناس للجدل الكلامي القديم، من أجل البحث في ذات الله، وتحقيق الكيفيات. واعتبر مولود السريري، في كلمة منشورة على قناته باليوتيوب، أن الخوض في هذا المجال، منعه الشرع، لأنه مجال عقليات، لم ترد فيه النصوص لا من كلام الله، ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعقل يعجز عن إدراك الكُنه. وقد برر مولود خوض العلماء في علم الكلام، لأنهم اضطروا إلى ذلك، وكل فريق راح يدافع عن دين الله بأسلوبه، فاختلفوا بين مجردة ومجسمة. ويضيف السريري وهما معا وقعا في البحث عن الكيفيات. وفي هذا السياق نفى السريري قول مالك، أن يقول مثل هذا الكلام، لأنه إن فعل سيكون ضمن من بحث الكيفيات. ولم يفصل السرير في أدلته، التي تجعله ينفي هذا القول عن مالك.



دافع الشيخ مولود السريري عن "فطرية العقيدة"، كما يعتقدها ملايير الناس، دون أن يخوضوا في علم الكلام، لأن هدفهم العمل والتقرب من الله تعالى. وبهذا نصح الشباب، أن يبتعدوا عن الجدل الكلامي الذي لا نفع فيه.


لكن الباحث في العقائد النهيري، انتقد قول الشيخ، واعتبر أن قول مالك أصبح من البديهيات، وأضاف قائلا: "إثبات المعاني اللائقة بصفات الله تعالى مع تفويض الكيفية فهو المستنبط من قول الله تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ، و هوالمستفاد أيضا من نصوص الايمة".


وقد عرف هذا النقاش ردود من المتخصصين في علوم الشريعة. ودافع الباحث عبد الجليل البكوري عن الشيخ مولود السريري، حيث قال: "أثارَ انتباهي حضورُ البُعد التَّربويّ في كلمة السّريريّ، ولا أقصدُ هُنا بالحضور ما تناولَه عن تدريس عِلم الكلام أو عن مدىٰ تحقُّق المعرفة الإيمانيّة وآثارها الوُجدانيَّة والسُّلوكيَّة عند المُسلمين علىٰ اختلافِ درجاتهم المعرفيَّة والاجتماعيَّة ولكنِّي أقصدُ تحديدًا تمثُّله في كلمته للمقوِّمات التَّربويَّة في تناوُله للموضوع".


دافع الباحث النهيري بقوة عن نقده، الذي ختمه بقوله: "وكنت دائما اقول إن الأستاذ مولود مفيد غاية الإفادة في الدرس الأصولي تنظيرا لايتجاوزه إلى غيره من العلوم". لكن هذا الرأي عارضه فيه الباحث حسين مهداوي المتخصص في أصول الفقه، حيث قال: "أن إتقان علم الأصول الفقه، لا يحصل إلا بعد إتقان موارد استمداده، وهي: الكلام، واللغة، والفقه، وإذا تحقق القول المعتبر من كلا الجانبين (الموافق والمخالف)، بأن الشيخ مولود السريري عالم بأصول الفقه لا يشق له غبار، بلغ الغاية فيه نظرا وتنزيلا، فهو بالضرورة عالم بصناعة علم الكلام".


تجدر الإشارة أن الشيخ مولود السريري مدير ومدرس بالمدرسة العتيقة تنكرت بسوس، وله الكثير من المؤلفات العلمية، وشرح المتون العلمية في سلاسل مرئية على قناته باليوتيوب.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة