U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

عبد الرفيع الجواهري يكتب: أيها الوزير... ما اسمك؟

 



كُتاب زمان: عبد الرفيع الجواهري


هل أنت وزير؟
إذن تأمل في اسمك وحذار أن يكون طالع شؤم.

أنصحك أن تتأمل في اسمك وأن تربطه بفأل حسن، فلا شك أن "التحريرة" قادمة.


أنا أعلم أن عندك متسعا من الوقت، وهذه فرصة لك تتأمل في اسمك، لا تقل لي أنك ستجتمع يوم الخميس مع "الزملاء"، فنحن نعرف ماذا يصنع الزملاء.

قل لي، هل سيجتمع الزملاء حقا، يوم الخميس؟.

ما أسعدنا بكم.

حافظوا على الخميس، فعندما نراكم في التلفزيون، نتذكر على الأقل، أن اليوم يوم الخميس.

لقد أوقعتمونا في الغلط عندما اجتمعتم في الأسابيع الماضية في غير يوم الخميس.

صحيح أن المغاربة يقولون: إن إبليس ولد يوم الخميس..
لكن ما لكم وإبليس؟

العنوا إبليس وحافظوا على اجتماع يوم الخميس.

اليوم يوم الأربعاء وأمامك يوم كامل لكي تتأمل في اسمك، من اجل أن تظهر غدا بشوشا على الشاشة، العب هذه اللعبة الطريقة مع من ترتاح إليه.

اللعبة بسيطة، ومفتاح السر هو: أيها الوزير ما اسمك؟

إذا كنت لا ترتاح إلى من يجلس على يمينك فالعب مع من يجلس على يسارك.
وإذا لم ترتح لهما معا فغير مقعدك هذه المرة.

كن جريئا وقل لصاحبك:
"أيها الوزير ما اسمك؟"

سيندهش في البداية، لكن بقليل من الظرف ستجعله يدخل في اللعبة، والدخول في اللعبة يبدأ بالابتسام، وهذا كل ما نريد، فالأمة تحب الوزير المبتسم.

من كان يحب الأمة فليبتسم، وسنرى يوم الخميس من يحب الأمة أكثر.

قلنا اليوم يوم أربعاء، وأمامك يوم كامل للتأمل في اسمك.

يمكنك أن تنسق مع أصحابك قبل يوم الخميس، وأن تساعدهم في تأمل أسمائهم.

صدقني.. إن التأمل في اسمك يرتبط بمستقبلك، ومن رجحان العقل أن يحافظ المرء على مستقبله.

والمستقبل عند المرء إذا كان وزيرا يساوي سبعة ملايين في الشهر.

وضرب المستقبل في رقم: 12 يساوي 84 مليونا من السنتيمات سنويا.

فإذا علمنا أن بنزين السيارة او السيارات يكون بـ: "بلاش" والهاتف بـ: "بلاش".
والكهرباء بـ : "بلاش".
والماء بـ: "بلاش".
والأمور التي... ب: "بلاش".


والمستقبل عند المرء إذا كان وزيرا يساوي سبعة ملايين في الشهر.


إذا علمنا كل ذلك، ومعاليك تعلم أحسن منا غير ذلك، صار من الضروري أن تتأمل في اسمك "مِنْ غِيرْ ليهْ".

التأمل في الاسم لا يدعو دائما إلى الإنبساط.

تعال أُمَرِّنْك على اللعبة قليلا فيما لا يدعو إلى الانبساط.

مثلا... أقول مثلا، فلا تؤاخذني: إذا كان الاسم يتضمن مفردة: "عمود"، فإن ذلك يوحي بما لا تحمد عقباه لأنه يفتقد الشفافية، صحيح أن العمود يحتمل من بين ما يحتمل من معاني: الاتكاء عليه، ولكن ذلك يتطلب فحصه للتأكد من كونه خاليا من السوسة.

وصحيح أيضا أن العمود يحتمل من بين ما يحتمله ذلك المعنى الذي يعرفه كل من يخاف على ضلوعه.

هل أنت ترى أن تلك المفردة تحتمِل وتحتمِل، والفقهاء يقولون: "كل ما احتمل واحتمل سقط به الاستدلال".

لا تؤاخذني فأنا رجل الفقه، ولذلك فإنني أنحو منحى صاحب كتاب: "العمل الفاسي"، فأفترض النوازل افتراضا.

فلتفترض – لا قدر الله- أن اسما من أسماء "الزملاء" يحتوي على "عمود" فإن الإيحاء الذي يوحي به من حيث تعدد احتمالاته هو سقوط الاستدلال به.

قلت لك إن الأمر له علاقة بالمستقبل، وقد قمنا قبل قليل بعملية حسابية، فضربنا المستقبل في العدد الذي على بالك، فكيف ستكون النتيجة؟

والآن؟ كيف سيكون حاصل الضرب إذا ضربنا المستقبل في "عمود"؟

لنكتف الآن بالحوقلة.

دعك من هذا... فأنت رجل مبروك وسأُمرِّنُك بعد قليل على الوجه السعيد للعبة، إطمئن فلن أدعوك إلى إدخال اسمك في اللعبة.

تأمل اسمك والعب اللعبة وحدك أولا، فإذا أعجبك الأمر فلك أن تدعوني إلى المشاركة معك في اللعبة.

هل أنت وزير حقا أم أنك تخدعني؟

إذا كنت وزيرا فقل لي: ما اسمك؟

إن أسماءهم موحية، فإذا كان اسمك موحيا، فأنت وزير.

تعال نعلب الآن بالوجه السعيد للعبة، فاطلب زهرك.

وقبل أن تلعب هل تعدني أن تنقل إلى "الزملاء" أصول اللعبة يوم الخميس؟

قل باسم الله.. حسنا فلنبدأ.

أيها الوزير ما اسمك؟

إن اسمك يوحي أنك العزيز الذي لا عزيز بعده، وبعض صفات إسمك مذكورة في إحدى نوبات الآلة بالرغم من مزاحمة العجم، وقد شنفت أسماع المغاربة بالكثير من "النوبات" وسيذكر لك تاريخ الطواف، أن طفت في الصيف حتى عرقت ولم تنشف.

أيها الوزير ما اسمك؟

إن إسمك يدل على أنك تحمد الله على علو شأنك في الصباح والمساء.

أيها الوزير ما اسمك؟

إن اسمك له علاقة بتخريج "اللطيف" في حلك وترحالك.

أيها الوزير ما اسمك؟

آه ما اسمك ! . فهو يوحي بانك تبصر ما لا تبصر وربما ما لا يبصرون.

أيها الوزير ما اسمك؟

إن دلالة اسمك في أغنية إسماعيل أحمد: "خليك يا قلبي هاني".

هل فهمت اللعبة جيدا؟

يمكنك أن تطبقها على باقي زملائك "يوم الخميس" أما أنا فقد تعبت.

"شوف".. لا تنس أن تقول للمنيسر الأعظم أن أحد زملائه ينبغي أن لا يخطب إلا في الصيف لأنه يبرد أحسن.

لا تؤاخذني فأنا أشعر بالبرد كلما تذكرت اسمه، لكن فصاحته هذه المرة أثلجت قلوب الجميع، وهكذا أصبح من حق الفصيح علينا أن نتحدث عنه بالنظم بدل النثر، فلا يليق بالبلغاء إلا ما كان منظوما.
لذلك وتسهيلا للحفظ سنتبع طريقة المسمعين فيما يسمى بإنشاد البيتين.

"ِشوف".. لا مانع عندي أن ينشد الزملاء جميعا يوم الخميس هذين البيتين:

منِ الذي علمَّه وعوَّدهْ
على كلام قاله وردده
الشايُ كان ساخنا برَّادُهُ
لكنه حين بدأ قد برَّدهْ

مصدر المقالة: أصحاب السعادة، عبد الرفيع الجواهري، سلسلة شراع، العدد:12. صاحب المقال كان الشاعر والكاتب المرموق في صحيفة الاتحاد الاشتراكي، كان له عمود بعنوان: "نافذة". وهذه المقالة نشرت سنة 1989. ولد سنة 1944 بمدينة فاس، متعه الله بالصحة والعافية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة