U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

لماذا الهجوم المتكرر على الملك؟





بقلم: مصطفى بوكرن


تداولت قنوات المتخصصة في الهجوم على المغرب فيديو الملك محمد السادس، كان يتجول مع حرسه الخاص، في شوارع باريس، وفجأة، توقف، وبدأ ينظر، ثم تقدم خطوتين. هذا الفيديو لا يتجاوز عشر ثوان. تم نشره على وسع نطاق، صوره شخص من داخل سيارته.


كان الفيديو فرصة العمر، للكتائب اليوتوبية المتخصصة في الهجوم على الملك محمد السادس شخصيا، فراحوا يؤلفون عناوين من خيالاتهم المريضة: "محمد السادس سكران".


والغريب أن هؤلاء لم يخجلوا، فروجوا لفيديو قديم!



لاشك أن المغاربة، سينتفضون ضد هذه الهجمة البئيسة على ملكهم. فكما أنهم يشعرون بالحزن كلما ألمه مرض، فإنهم يشعرون الآن، بالحزن الشديد، من الفيروسات المنتشرة في قنوات التواصل الاجتماعي، وكل هدفها شخص الملك، والدخول في تفاصيل حياتهم الشخصية، وحبك القصص الغريبة والخرافية.


بعد أن اصيب الملك محمد السادس بالكوفيد 19، راحت كتائب اليوتيوب الموالية للبوليساريو وأعداء المغرب في الجزائر، ومن تسمي نفسها بمعارضة الخارج، يخلقون قصصا، بحبكات سخيفة، لا يصدقها أغبى الناس. وهناك من أمات الملك، وشيع جنازته في اليوتيوب، وقام بدفنه افتراضيا. كانت هجمة غوغائية في وسائل التواصل الاجتماعي.


ونظرا للعمق التاريخي للمؤسسة الملكية، لم تلتفت مطلقا لكل هذه الترهات، بل إن الديوان الملكي، لم يرد على كل هذه الإشاعات والأباطيل، ولو فعل، ستشعر هذه الكائنات المجهرية، بأنها عملاقة. التزم الصمت، إلى أن ظهر الملك في عيد الأضحى في كامل الصحة والعافية، فبهت الذين كانوا يكذبون دون أن يرف لهم جفن، واستيقظ جمهورهم من الأغبياء، الذين يصدقونهم، أنهم كانوا يسمعون لأشخاص فاقدين للقيم الإنسانية النبيلة.


وما زاد هؤلاء جنونا، خروج الملك في عيد العرش، يوجه المغاربة إلى عدم شتم إخوانهم الجزائريين. ووجههم إلى حسن التواصل، وأعلن الاستمرار في سياسة اليد الممدودة. كانوا ينتظرون أن يخرج لملك ليرد على ترهاتهم وأباطيلهم، لكن المؤسسة الملكية، لها تقاليدها وأعرافها، بل إن حضورها أحيانا يكون بالرموز دون أن تحتاج إلى الكلام، وهذا الذي وقع، حين ظهر مولاي رشيد يرتدي بذلة، في حين أن مولاي الحسن يقلد اباه في ارتداء الجلباب، كرمز على استمرارية الحكم، وليس هناك أية مشكلة في المشروعية.


كلما فشلوا في خلق رأي عام داخل المغرب، ينظر إلى الملك نظرة سلبية، إلا وبحثوا عن شيء جديد، لإشاعته، لكي لا تظل قنواتهم على اليوتيوب في عطلة دائمة.


إن هؤلاء الذين يهاجمون محمد السادس بالأكاذيب والإشاعات، هدفهم ليس أن يسقطوا نظام الحكم، بل أن يسقطوا هيبة واحترام وتقدير المؤسسة الملكية في عقول وقلوب المغاربة، ويحرصون بالليل والنهار، على أن يقدموا هذه المؤسسة بأسلوب حقير.


إن هؤلاء الذين يهاجمون محمد السادس بالأكاذيب والإشاعات، هدفهم ليس أن يسقطوا نظام الحكم، بل أن يسقطوا هيبة واحترام وتقدير المؤسسة الملكية في عقول وقلوب المغاربة



وبكل مسؤولية، فكما أننا يزعجنا الهجوم على ملكنا، فإننا نرفض أن يتدخل المغاربة في التفاصيل الشخصية لحكام الجزائر، ويعملون على مهاجمتهم وسبهم، وتقصي تفاصيل أخبارهم، والسخرية منهم. ولا يهمنا الشأن الداخلي للجزائريين في سياق علاقة الشعب بحكامه. مع الأسف، هناك قنوات في اليوتيوب، تخصصت في شنقريحة ومن معه، وتبحث عن الصور والفيديوهات للإساءة إليه، بطريقة غبية. لكن من حق هذه القنوات أن تدافع عن المغرب، لمواجهة مخططات الجزائر المدمرة، التي بدأت قبل خمسين سنة، وبأسلوب راق ومتحضر، يحترم بالدرجة الأولى الأخوة بين الشعبين.


قد يقول قائلا: هذا امر عادي في الديمقراطية، هناك برامج فرنسية وأمريكية تسخر من رؤساء بلدانهم، دون أن يشكل ذلك، أدنى حرج. فلماذا هذا الاستنكار؟ نعم صحيح، ولكن هل ترويح الأباطيل والأكاذيب والإشاعات من الديمقراطية؟


هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأعمال هم عصابات يوتيوبية، لا تؤمن بديمقراطية ولا هم يحزنون، هدفهم ضرب استقرار دولة المغرب، بخلق رأي عام داخلي، عبر الأكاذيب والإشاعات، لأنه مع الأسف، بعض المغاربة يصدقون ذلك، لكنهم يتفاجأون بسرقة أذهانهم بعد فترة وجيزة.


بكل مسؤولية، إن الرد الحقيقي، من المغرب على مثل هذه الترهات، هو بناء صحافة حقيقية، وإعلام متطور ومحترف، يواكب التحولات الإقليمية والعالمية، في مناخ تسوده الحرية والمهنية والمسؤولية.


مع الآسف، هناك من يسترزق بمثل هذه المواضيع، فيفتح حربا ضد الجزائريين دون تمييز، فيشتم ويلعن. وحين يرى الملك يساء إليه، يغضب ويحزن، ينسى أنه كان سببا في إذكاء هذه الحرب الإعلامية، ولو بالسخرية المملة، باستمرار من كنية "تبون"، من إعلاميين بارزين.


ومن دون شك أن هذا الفيديو الذي تم إحياؤه من جديد، قبل زيارة ماكرون للجزائر، والترويج له بعنوان مسيء يريدون به ضرب مؤسسة إمارة المؤمنين، وما تقوم به من وظائف بالغة الأهمية، كسلوك ابتزازي للدولة.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة