جمال بدومة يكتب:
الاثنين 27 غشت 2007:
"أعطاب وأعتاب"
نزل الخبر أخيرا:
"إدريس البصري توفي هذا الصباح". وسط الحملة. في عز الانتخابات التيي هندس خرائطها الملفقة طوال سنين.
مات الصدر الاعظم المعاصر.
إدريس البصري لم يكن سوى الوجه السلبي للحسن الثاني في آخر عقود حكمه. كان يردد أنه مجرد خادم للأعتاب الشريفة. وبعد أن أقاله محمد السادس، انفض أتباعه من حوله، وترَّكه "من التتريك" المخزن ونكل بأصحابه وطار عائلته. صار رأسا مطلوبا وجبدو ليه ضوصي مورا ضوصي.
لكن الرجل لم يقدم للمحاكمة، رغم تورطه في أكثر من جريمة، وذهب إلى المنفى الباريسي، الذي أجبر الكثير من المناضلين على العيش فيه، في ظروف أسوأ.
البصري أراد أن يظل في قلب ما يجري، وظل يمني نفسه بالعودة ويعزيها بالمثل المغربي: "ملي كيشرفو السبوعا القرودا كيلبسو الطرابش".
منع من جواز السفر، وهدد بفضح الملفات ونشر المذكرات ولم يفعل شيئا من ذلك، بل اكتفى بفرحة طفولية بعد أن تسلم الباسبور، كما يحدث لأي مواطن محكور... يمهل ولا يهمل.
على السياسيين ورجال السلطة أن يأخذوا العبرة من مصير البصري. لعل نهايته غير السعيدة تلقنهم هذا الدراس؛ التمسح المفرط بالأعتاب الشريفة بسقط صتحبه في أعطاب غير شريفة.
المصدر: نيشان، العدد:115، 1و7 شتنبر 2007، ص: 15
إرسال تعليق