U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

في الذكرى 14 لوفاته...عبد الكريم الخطيب أول جراح مغربي وأول رئيس للبرلمان

 





مصطفى بوكرن


تحل الذكرى 14 لوفاة الدكتور عبد الكريم الخطيب، يوم 28 شتنبر. توفي الخطيب في 2008 عن عمر يناهز 87 سنة. وأحببت بهذه المناسبة، أن أنشر ملخصا لحوار أجرته معه جريدة الأحداث المغربية في عددها 53 ليوم الثلاثاء 3 رمضان 1419 الموافق ل 23 دجنبر 1998. وكان الحوار يدور حول شخصيته بعيدا عن القضايا السياسية.



أولا: الميلاد والنشأة.


ولد عبد الكريم الخطيب في 1921/03/02 بمدينة الجديدة. وينتمي الخطيب إلى أسرة لها تاريخ في المغرب. نشأ الخطيب في أحضان جده من ناحية الأم الفقيه سيدي محمد الكباص الذي تقلب في مناصب شتى في عهد مولاي الحسن الأول ومولاي عبد العزيز ومولاي يوسف، وكان ضمن البعثة الأولى التي أرسلها مولاي الحسن الأول للدراسة بالخارج، كما عمل صدرا أعظم لمدة قليلة مع مولاي يوسف قبل أن يستقيل. توفي خلال سفره إلى الحج كما كان يتمنى. 


سهر الفقيه محمد الكباص على تربية الخطيب وأثر فيه كثيرا. كان يرافقه إلى المسجد وكان لهما لقاء يومي مع بعض علماء مدينة الجديدة، كالفقيه الموسوعي محمد الرافعي.


ثانيا: المسار الدراسي.


نجح الخطيب في الشهادة الابتدائية، والتحق بالكوليج بينما كان يتلقى دروس العربية في البيت كل يوم الأحد.


واصل والده الحاج عمر الخطيب رحمه الله بعد وفاة جده الإشراف على تكوينه. وكان أبوه لا يحب أن يراه جالسا لا يطالع كتابا أو مجلة، ويحرص على أن يتقدم بين يديه ملخصا لكتاب قرأه.


درس عبد الكريم الخطيب بليسي كورو في الرباط "ثانوية الحسن الثاني حاليا"، حيث حصل على الباكلوريا الأولى سنة 1939 وعلى الباكلوريا الثانية في 1940، وفي نفس الفترة كان يمارس العمل الجمعوي مع عبد العزيز بلحاج والمكي العيساوي.. وعملوا على تأسيس الكشفية الحسنية بمقر الاتحاد الرياضي الرباطي السلاوي. وذلك قبل أن ينضم إليهم مجموعة أخرى تضم إدريس المحمدي "أول وزير داخلية" والمهدي بنعبود بعد ذلك.


رحل عبد الكريم الخطيب إلى الجزائر لدراسة الطب بالعاصمة. ومكث أربع سنوات حيث كان نائبا أولا  للرئيس بجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا. وبعد انتهاء الحرب العالمية التحق بجامعة الطب بالسوربون في باريس كما عمل  في مستشفى Franco Musulman  لمدة 6 سنوات. وعاد إلى المغرب سنة 1951 في آخر شهر يونيو حيث فتح عيادة بالبيضاء بطريق مديونة وكان بذلك أول جراح مغربي.


ثالثا: زواجه.


كان حلم عبد الكريم الخطيب في صغره أن يتزوج من امرأة تنتمي إلى عائلة مجاهدة، وقد تيسر له ذلك أن صاهر سي محمد بوجيبار صهر الأمير عبد الكريم الخطابي. بعد نفي بوجيبار إلى مدينة الجديدة أثناء حرب الريف، تعرف على عائلة بوجيبار فطلب منه الزواج من ابنته "عمتها زوجة الأمير الخطابي"، فتم ذلك سنة 1952. وكان له منها 6 أولاد وخمس بنات.



رابعا: قراءاته



وكان عبد الكريم الخطيب يقرأ للكتاب الفرنسيين أمثال: مارتين، وفيكتور هيغو، وبالزاك، وإيميل زولا...وموليير، وكورناي، وراسين. وحين وصل من الكبر عتيا، أصبحت مكتبته مملوءة بالكتب الدينية من تفسير للقرآن والأحاديث إضافة إلى الكتب الصوفية.


خامسا: الشخصيات التي أثرت فيه.


ومن الشخصيات التي تأثر بها عبد الكريم الخطيب، الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد، وكان يحفظ شيئا من معقلته:


حكم سيوفك في رقاب العزل

                      وإذا نزلت بدار ذل فارحل.

وإذا بليت بظالم فكن ظالما

                      وإذا بليت بذي جهل فاجهل.

واختر لنفسك منزلا لا تعلو به

                      أومت كريما تحت ظل القسطل.


وقد تعلم هذه الأبيات من أستاذ للغة العربية. وتأثر بعبد الكريم الخطابي. وكان يتذكر في ريعان شبابه حين كان يغني مع الشباب "عبد الكريم في الطيسة والفرنسيس في الغيسة" "عبد الكريم في الطيار والفرنسيس في الزيار".



سادسا: هواياته



كان معجبا باللوحات التشكيلية الكلاسيكية، كبيكاسو، وكان يحتفظ بلوحات الباز، وأخرى رسمها المحجوبي أحرضان.


وكان عبد الكريم الخطيب يحمل الجنسية العراقية، لأنه كان لديه عطف خاص على الشعب العراقي.


وكان يعتبر عبد الكريم الخطيب، أنه أول  طبيب جراح بالمغرب وأول رئيس بالبرلمان  محض صدفة، وهي أقدار إلهية.


وكان عبد الكريم الخطيب من عشاق ومحبي فريق الدفاع الحسني الجديدي. وكان مولعا بالخيول العربية الأصيلة، ويسهر على تربيتها، وكان يملك فرسا إنجليزيا أصيلا اسمه "الجوهرة السوداء".


ومن هواياته جمع الطوابع البريدية والنقود القديمة وخاصة المغربية. كان لديه نقود من العهد الإدريسي والبورغواطي، وكان يحتفظ بقطعة فارسية مكتوب عليها اسم عمر. وكان عاشقا لتربية العصافير، كان يسمعها عند كل عملية جراحية ليستعيد تركيزه. وكان يجمع سيوفا قديمة، عربية، وأسيوية، وله قبعة فارسية، ودرع حربي قديم من الحديد ورماح ودرع عربية، وخناجر موريطانية وسينغالية وهندية.


ويحكي أنه أعجب بالفيلم السينمائي "البحث عن زوج امرأتي"، حيث اعتبره من الأفلام الجيدة، والتي ترسخت في ذهنه. لكنه كان يؤاخذ على السينما والدراما المغربية عدم الاهتمام بالتاريخ المغربي.


 نشرت الحوار: جريدة العصر، العدد 38، 28 دجنبر 1998.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة