U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

المفكر المغربي عبد المجيد الصغير يتهم باحثا مصريا بالسرقة الأدبية ثم بعد أربعة أيام يبرئه

 



مصطفى بوكرن


فاجأ المفكر المغربي عبد المجيد الصغير جمهور الباحثين في التراث الإسلامي بتهمة "السرقة الأدبية"، التي ألصقها بالباحث المصري عبد الله الطحاوي، حيث قال في بلاغ صدر عنه يوم 14 شتنبر: "أود أن أثير انتباه سيادتكم أن هذا المقال الطويل جدا في جملته يمثل "سرقة أدبية" بكل ما في الكلمة من معنى من كتابي الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام".





جاء هذا البلاغ، بعد أن أعادت الجزيرة نشر مقال بعنوان: "توقع زوال الخلافة وانقراض الشريعة.. الإمام الجويني الذي نظر لإمامة دستورية وولاية الفقاء وطبق المماليك مقترحه للحكم" يوم 13 شتنبر 2022، وقد نشر أول مرة، في 7 أبريل 2020. وأكد الصغير في بلاغه: "أن صاحب المقال يكاد ينقل بالحرف ويحدو حدو النعل للنعل ما سبق لي أن فصلت القول فيه ولأول مرة في القسم الثاني من كتابي المذكور وعبر الشعرات من الصفحات".


وقد تلقى الصحافي المصري عبد الله الطحاوي التهمة بتدوينة هادئة على تويتر: "صمتنا وأعذرنا، والآن نتوكل على الله هو حسيبنا". واكتفى ايضا، بنشر آية من القرآن الكريم: "وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا".


وتفاعل الباحثون مع هذه التهمة الخطيرة، ومنهم المفكر الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، حيث علق على التهمة في التويتر بقوله: "قرأتُ ما كتبه د. عبد المجيد الصغير عن الجويني في كتابه: "الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام" (ص ٣٥٤-٤٤١) وقرأه اثنان من أصدقائي الباحثين المغاربة الذين يحترمون د. الصغير كما أحترمه، وقارنا بين النصين، فتوصل كل منا إلى أن الأستاذ الطحاوي بريء من هذه التهمة المسيئة".





مرت أربعة أيام، والصحافي عبد الله الطحاوي تطاله تهمة تهدد مستقبله المهني، إلى أن خرج عبد المجيد الصغير ببلاغ جديد، يبرئ الباحث من التهمة، ويقدم اعتذارا له، حيث قال في توضيح 18 شتنبر 2022:" أنه قد تأكد لي من طرف زملاء لي -سواء في المغرب أو في دولة قطر- أن السيد الطحاوي -الذي كتب مقاله المذكور منذ أكثر من سنتين- لم يكن إذ ذاك على اطلاع بعملنا المطبوع حول "الفكر الأصولي والسلطة العلمية في الإسلام"، وهو الأمر الذي تأكدت منه بعد اتصالي المباشر بالأستاذ الطحاوي شخصيا الذي أكد لي أن الكتاب المذكور لم يقع بين يديه إلا عندما نشرت مقالي موضوع الحديث". وأضاف: "أؤكد هنا أن قصدي الأساس منذ البداية -وقد حسبت أن الكاتب على اطلاع مسبق بعملي القديم حول الجويني- أن الأمر يتعلق في ظني وتقديري بـ"نقص منهجي" وليس بـ"سرقة أدبية" كما جرى به القلم تسرّعا مني" وبرأ الباحث المصري بقوله: "لذا أجد من نفسي الشجاعة لأقدم اعتذاري للأستاذ عبد الله الطحاوي على ما نشرته في حقه بناء على افتراضات خاطئة، وأؤكد أنني لم أكن أقصد الإساءة إليه شخصيا".

وقد تلقى الكاتب الاعتذار بصدر رحب، وشكر كل من دافع عنه في محنته هذه، حيث قال: "الاعتذار من شيم النبلاء أقدر للأستاذ والعالم الكبير هذا الاعتذار والتوضيح .. هذا المتوقع من أمثاله الكرام .. وامتناني لاستاذي محمد الشنقيطي .. ونعم الأخ والأستاذ على وقفته النبيلة ..".



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة