نشر الدكتور إدريس الكنبوري تدوينة جديدة، اعتبر فيها محمد أركون "أنه كان في واد والإسلام في واد" ثم اضاف قائلا:"ولا أعتقد أن شخصا عاقلا له نصيب من الوعي يمكن أن يعتبر شخصا مثل هذا يطعن في القرآن مفكرا إسلاميا".
جاء هذا الحكم من طرف الكنبوري الباحث في المتخصص في نقد القراءات الجديدة للقرآن الكريم، بعد أن نشر حلقة بثت على قناة الجزيرة، في برنامج خارج النص، كان موضوعه، الإسلاميات التطبيقية لمحمد أركون، قدم لها قائلا: "أركون تأثر في فهمه للقصص القرآني بكتاب الناقد الروسي فلاديمير بروب"مورفولوجيا الحكاية" الذي يدرس فيه وظائف الحكايات الشعبية؛ وهو كتاب كلاسيكي معروف عند المشتغلين بالنقد البنيوي".
وانتقد الكنبوري أركون في تقليده للكتاب وتطبيق وظائف الحكاية الشعبية الأسطورية على القصص القرآني باعتباره نتاجا للمخيال الجماعي الإسلامي؛ لا علاقة له بالواقع.
واستنتج الكنبوري من خلال هذا الفهم، أن ما يُقرأ في القرآن بحسب أركون، عن بقرة بني إسرائيل وقوم صالح وثمود والنبي موسى والعبد الصالح في سورة الكهف وغيرها من القصص هي مجرد أساطير لم تحصل أبدا.
وختم الكنبوري بتنزيه الله سبحانه وتعالى عن رواية الخرفات في القرآن، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، بحسب ما جاء في تدوينته.
وحظيت تدوينة الكنبوري بتفاعل كبير من الداعمين لما قال، لكن علق الباحث عبد الإله الكلخة المتخصص في دراسات الدين والسياسة، على تدوينة الكنبوري أن المسألة لا ترتبط بصدق القصة أو كذبها حيث قال: "الأساطير في اللغات الأخرى لا تحمل دلالات الكذب. ويوازيها في اللغة العربية كلمة (قصص) .الموجهة في المعنى بقوله عز من قائل:(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك)". وليؤكد الباحث ما ذهب إليه أضاف: "كلمة mythe لها في العربية معنى (العجب). الموجهة في المعنى بقول رب العزة (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد)". بمعنى أن الأساس في السرد القرآني هو أسلوب القص المدهش بحسب عبد الإله الكلخة، والمسألة لا علاقة لها بهل القصة حقيقية أم خيالية، ثم أضاف: "وما يتحدث عنه أركون هو القص في القرآن الكريم وبلاغته".
وقد استدل الدكتور عبد الإله الكلخة بعبد القاهر الجرجاني حين تحدث عن الخلابة والبراعة والبيان في القرآن، وأعتبر ذلك دليلا على الإعجاز بحسب الباحث.
وقارن ناقد الكنبوري بين ما قام به الجرجاني وأركون حيث اعتبر كتابه (كيف نقرأ القرآن اليوم)، جاء ليبين قدرة كلام الله على الإبهار بعد أن نزع منه كل القراءات التي أحاطت به، بعد أن بين أنها أصبحت عائقا في فهم كلام الله.
عارض الكنبوري ما ذهب إليه الكلخة بشدة، فعلق عليه بقوله: "ما علاقة الجرجاني والإعجاز بمهاترات أركون؟" إلا أن الكلخة تشبث برأيه، ونبه الكنبوري إلى خطورة توجيه العامة للحكم على الناس بالكفر.
تجدر الإشارة إلى أن إدريس الكنبوري أصدر مؤخرا كتابا جديدا في نقد القراءات الجديدة للقرآن الكريم، واختار شحرور أنموذجا. وعنوان الكتاب: "النص والحاوي".
إرسال تعليق