أرشيف العصر:
توفي الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله، يوم الاثنين 26 شتنبر 2022. لقد ترك الشيخ ميراثا علميا وفكريا وفقهيا كبيرا، وكان له حضور في شتى بقاع العالم. وقد أحببت أن أذكر المغاربة، ببعض حضور الشيخ في الصحافة المغربية.
استضافت جريدة العصر المغربية، التي أسسها المرحوم عبد الكريم الخطيب رحمه الله، الشيخ يوسف القرضاوي في عددها 16، بتاريخ 11 ماي 1998.
وقد حاور الشيخ عبد العالي حامي الدين، الذي كان صحفيا ضمن طاقم الجريدة. وقد تطرق الحوار إلى مواضيع كثيرة، نختار منها أهم موضوع له علاقة بالسياق التاريخي للحركة الإسلامية في أوخر التسعينيات، وكان للقرضاوي دور في تأصيل "المشاركة السياسية" ومحاربة المتشددين الذي كانوا يعتبرونها مخافة "للعقيدة".
سؤال عبد العالي حامي الدين: تعلمون الدكتور يوسف القرضاوي، أن موضوع المشاركة السياسية لأبناء الحركة الإسلامية، أثار ويثير العديد من التساؤلات، ولا يخفى عليكم مشاركة جزء من التيار الإسلامي المغربي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. هذه الخطوة أثارت العديد من ردود الفعل، بين مؤيدين، ومعاريضين، ومتحفظين، كيف تنظرون من موقعكم إلى هذه المسألة، وما هي المحاذير التي تحيط بها من الناحية الشرعية والتي ينبغي تجنبها؟
وقد أجاب القرضاوي بإجابة طويلة مستفيضة، نختار منها هذه الفقرة الرئيسة حيث قال: لايوجد نص يمنعنا من خوض هذه المعركة، بعض الناس يعتبر أن دخول المعركة، منافي للعقيدة، أذكر أنه في مصر، أحد الإخوة المتشددين أصدر رسالة سماها: "القول المفيد في كون دخول المجلس ينافي التوحيد": أي دخول المجلس النيابي، أو مجلس الأمة ينافي التوحيد، ويعتبر هذا ضد العقيدة. وأن في هذا إشراك مع الله. وما أعتقد أن هذا صحيح. أنا أرى أن المسألة لا تدخل في العقيدة، خصوصا وأن من دخل هذا المجلس لينادي بتحكيم الشريعة وليوقف ما استطاع من أوجه الفساد والانحلال بالحياة الإسلامية، يسير وفق فقه الموازنات، والذي أرى شخصيا أنه لا مانع من خوض المعركة، إذا كان هناك قدر معقول من الحرية، كما لا داعي لخوض المعركة إذا كان التزوير مبيتا والغش مدبرا في الانتخابات، لن ينجح أي واحد من الإسلاميين.
وقد يفكر بعض الناس في خوض المعركة لإثبات هذا التزوير وهذا أيضا قد يكون هدفا من الأهداف. وفي رأيي إن هذه القضية تخضع لميزان المصالح والمفاسد.

إرسال تعليق