U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

محمد أبو القاسم حاج حمد يكتب: حجاب المرأة ما بين الكتفين إلى الركبتين!

 




إعداد: مصطفى بوكرن



أولا: مفهوم الزينة في القرآن.



لا علاقة لزينة المرأة بـ "الحلي" التي تلبس، ولا بالعطور ولا بالأصباغ، فالزينة التي اشار الله إليها نصا في "النور:31" تتميز بأمرين:

الأمر الأول: هو أن فيها ما يظهر ولو قصد إلى عدم إبدائه "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها". وليس هذا حال "الحلي" إذ يمكن حتى عدم لبسها.

الأمر الثاني: هو أن ما يخفى من هذه الزينة يعرف حاله عند الضرب بالأرجل، مما يثير الاهتزاز، ولا يهتز بشكل يعلم حين يضرب بالأرجل إلا الصلب والنهد مع شكل الخصر.


زينة المرأة على ضوء هذا التحديد هي النهدان والصلب والخصر، لأن هذه المواضع ينطبق عليها الشرطان، شرط الظهور ولو قصد عدم الإبداء، وشرط الاهتزاز حين يضرب بالأرجل مما هو معروف في طريقة مشية الإغراء.


زينة المرأة على ضوء هذا التحديد هي النهدان والصلب والخصر



فالزينة هي مواضع الإغراء في جسد المرأة، لا العورة من موضع العفة وما حولها.


هذا هو تدقيق القرآن التشريعي في مدلول زينة المرأة، أما لفظ الزينة في مواضع أخرى فيفهم تبعا لدلالة الموضع كأخذ الزينة في المساجد.


ثانيا: مفهوم الجيب في القرآن.



الجيب في القرآن تحديدا لا تأويلا هو "فتحة الإبط"، ودلالته: "وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوٓءٍۢ ۖ فِى تِسْعِ ءَايَٰتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِۦٓ ۚ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا فَٰسِقِينَ"النمل:12. فالمرأة إذ فرض الله عليها عدم إبداء نهديها فإنه قد مد سترها إلى إبطيها، وحد الإبط ما بين الكتف وإلى المرفق من كل يد، فضرب الخمار يغطي هذه المنطقة، والخمار الثوب المسدل، ولا يدخل في الجيب الوجه ولا الرقبة ولا اليدين من المرفقين إلى الكف، كما لا يدخل الشعر في الزينة.


ولا يدخل في الجيب الوجه ولا الرقبة ولا اليدين من المرفقين إلى الكف، كما لا يدخل الشعر في الزينة.


قد أباح الله للمرأة رفع الخمار عن إبطها وإبداء زينة نهديها لبعلها ولمن حرم عليها، فهناك أغراض الرضاعة والمساكنة، فلم يجعل الله قيدا على المرأة في هذه الحالة إلا ما بين سرتها وركبتيها كالرجل تماما. وقد حفظ الله هذه العلاقات العائلية بسلطان الأسماء الروحي، وهم، غير زوجها "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ" النور:31


يتضح تماما أن المرأة المؤمنة ليس مطلوبا منها بنصوص الآيات القرآنية سوى ستر ما بين الكتفين وإلى الركبتين، مع تغطية الإبطين إلى المرفقين، على أن يكون الثوب مفصلا بكيفية لا تظر معها تقاطيع النهود والصلب والخصر، وأن تحرص في مشيها فلا تحاول ضرب الارض والانثناء بما يعلم عن مفاصلها الجسدية، وأبيع لها في بيتها وفي إطارها العائلي الكشف حتى عن نهديها لواجب الرضاعة.


قد الخص الأمر للسائل فأقول إن الله قد أباح للمرأة كشف مواضع الوضوء وهذه المواضع تتطابق تماما في ذكرها مع ما لم يأمر الله شرعا بإسدال الخمار عليه أو ستره بالثوب "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"المائدة:06. فما يكشف للوضوء مباح للمرأة في حياتها العامة بين الناس وفي المجتمع، ومباح ما هو أكبر من ذلك في إطار العائلة.

مقتبس من كتاب تشريعات العائلة في الإسلام، محمد أبو القاسم حاج حمد.


مقالات الكاتب:
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة