مصطفى بوكرن
إثر الأزمة الحالية بين المغرب وفرنسا، بدأ يرتفع الصوت المغربي الناقد لفرنسا، لكن عبد الكريم جويطي، ذكّر بأهم عملين عظيمين قامت بهما فرنسا في المغرب، قبل الانتقال إلى النقد. استطاعت فرنسا أن تسيطر على المجال الترابي المغربي بكامله، فبحسب الروائي المغربي جويطي، سلاطين المغرب كلهم، كانت عندهم مشكلة مع سكان الجبال. ولم ينجح في السيطرة عليهم إلا مولاي إسماعيل، حيث استطاع أن يصل إلى جبال الأطلس المتوسط. بل إن أبناء السلاطين، إذا ما تمردوا على آبائهم، كانوا يلجأون إلى الجبل.
وأما بالنسبة للعمل الثاني العظيم، يوضح جويطي في سياق ندوة :"كيف نعيد التفكير في علاقتنا بفرنسا؟"، التي نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بالرباط، أن فرنسا قدمت للمغرب خدمة معرفية عظيمة، حيث استطاعت أن تدرس عادات وتقاليد المجتمع والدولة، في جميع المجالات. وذكر ما قام به عالم الاجتماع الفرنسي بلير ميشو. وقال جويطي: "يمكن أن نغربل هذه المعرفة، لكنها معرفة بالغة الأهمية". وأشار إلى أن المؤرخ عبد الله العروي، أهم ثلاثة مؤلفاته، جاءت ردا على الفرنسيين، وهم: مجمل تاريخ المغرب، والوطنية المغربية، والمغرب والحسن الثاني.
وذهب صاحب رواية المغاربة الشهيرة، إلى أننا لن نستطيع نقد فرنسا كما انتقدها أبناؤها، وذكر منهم سارتر وفوكو وبارت. فبحسب الجويطي فالنقد الفرنسي لفرنسا أقوى، بل إنه الآن في الحوارات التلفزيونية على القنوات الفرنسية، الفرنسيون أصبحوا لا يرون فرنسا نموذجا لهم. وعلق جويطي بالمثل الدارج المغربي: "لو كان الخوخ يداوي كون داوى راسو".
وإجابة عن سؤال: ما العمل في العلاقة بفرنسا؟، اقترح جويطي أن أننا في حاجة إلى العالم ومنه فرنسا، دون الارتهان إلى الاختيار الواحد، مع التذكير بأهمية التنوير الفرنسية، ودقة اللغة الفرنسية، والإفادة من هذا التراث الفرنسي في الأدب والخيال.
تجدر الإشارة أن مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، نظمت ندوة، للتفكير نقديا في علاقة المغرب بفرنسا، يوم 30 شتنبر 2022، وحضر الندوة مجموعة من المفكرين والمثقفين المغاربة.
إرسال تعليق