مصطفى بوكرن
انتقد أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة رشيد بوطبيب الفيلسوف طه عبد الرحمن، لأنه يترجم مفهوم الحداثة ترجمة سلفية، وقد اعتبره نموذجا لهذه الترجمة حيث قال: "إن هذه الترجمة السلفية اليوم والتي تتجلى في كتابات طه عبد الرحمن تقوم على تمييز واضح بين داخل أصيل وخارج غير أصيل"، ثم أضاف: "ووفقا لهذه الرؤية فالتجديد والتقدم لا يقومان إلا من خلال الداخل".
واستغرب أستاذ الفسلفة في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن طه عبد الرحمن لا يرى الآثار السلبية للارتباط الدين بالسياسة في التاريح الإسلامي، ولذلك يعتبر العلمانية حلا لمسألة لا تخص السياق العربي والإسلامي، بل هي حل للسياق الغربي.
وقد وصف رشيد بوطيب في محاضرة نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن طه عبد الرحمن يمارس بؤس الترجمة، حيث قال: "ويتجلى بؤس الترجمة كما يمارسه في مهاجمته للحداثة بدعوى أنها تفصل بين الأخلاق والدين".
إلا أن رشيد بوطيب نفى ذلك، وذَكر في محاضرته السياق التاريخي للحداثة في علاقتها بالدين، قال: "وهو هنا في رؤيته غير التاريخية للأخلاق والدين يتجاوز على واقع أن الدين الذي قامت ضده الحداثة تحقق كلاهوت وليس كأخلاق وهو ما توضحه الكثير من أدبيات التنوير".
إرسال تعليق