U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

الحسن الثاني...الملك الذي أحيا ذكرى المولد النبوي بجوار قبر النبي محمد عليه السلام

 








مصطفى بوكرن


انفرد الملك الحسن الثاني بعمل لم يسبق إليه أحد، ولا أظن أن أحدا، سيشاركه فيه. أقام الملك ليلة إحياء ذكرى المولد النبوي بالمسجد النبوي بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم.


حكى الإعلامي المخضرم محمد معنينو لمجموعة من القنوات الإلكترونية قصة إحياء الملك للمولد النبوي بالمسجد النبوي. وقد أوضحت القصة قوة الروابط الأخوية بين الملك الحسن الثاني والملك فهد بن عبد العزيز.


يروي معنينو أن الملك ذهب إلى العمرة في بداية الثمانينات، واستقبلته السلطات السعودية استقبالا حافلا، حيث وفرت له كل الظروف المناسبة لإقامة هذه الشعيرة الدينية. وقد صادف أداء الملك العمرة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم.


وبحسب معنينو، معلوم أن الملك لا يمكن له، أن لا يحيي هذه الذكرى، فهي طقس ديني أساسي، كان يحتفل به المغاربة منذ ألف عام. وكان الناس في هذه الذكرى، يعيشون طقوسا خاصة في المأكل والملبس، احتفاء بمولد خير الهدى. وكان العمال يتوقفون عن العمل ما بين 10 و 15 يوما، وتنظم الزوايا الدينية في كل ربوع المغرب أنشطتها التربوية، وترتيل الأناشيد التي تحتفي بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم. في مقابل هذه الأجواء الدينية والثقافية في المغرب، المجتمع والدولة في السعودية، لا تحيي هذه الذكرى مطلقا، لأنها تعتبر ذلك "بدعة" بحسب الثقافة السلفية الوهابية.


كان الحسن الثاني في وضع صعب، لا يمكن أن يتنازل عن عدم الاحتفال، لكن في المقابل، وجد نفسه في دولة لا تهتم بهذه الذكرى من منطق ديني.


يحكي معنينو، أن الحسن الثاني قرر الحديث مع الملك فهد، فكان رد فهد بن عبد العزيز، يبين للحسن الثاني، أن ما يريده لا يتمشى مع اختارته الدولة السعودية في التدين. لكن الحسن الثاني قال له كلاما، أجبره على القبول: هل تمنعني من الاحتفال بذكرى ميلاد جدي؟. وجد الملك فهد نفسه مضطرا ليقبل بذلك، لما له من علاقة وثيقة مع الحسن الثاني، الذي يعتبره "أخا وشقيقا" بحسب رواية معنينو.


قرر الملك فهد إخلاء المسجد النبوي بعد صلاة إلى العشاء إلى صلاة الفجر، وسمح للملك أن يحيي ليلته، وأن يكون بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم.


طلب الملك الحسن الثاني من خدمه أن يأتوا بكل ما يلزم لإحياء هذه الليلة من المغرب، فجاءت طائرات محملة بكل شيء. وجهز الخدم المسجد النبوي بالمسمعين ومكان جلوس الملك، إضافة إلى الأبخرة الطيبة، التي تفوح في هذه الليلة.


يروي معنينو، أن الملك سمح له أن يجلس بالقرب من قبر النبي صلى الله عليه وسلم، لمدة 10 دقائق. وقد رأى معنينو الملك باكيا يحمل منديلا أبيض، وبيده الأخرى سبحة. وقد أتيح لمعنينو أن يقترب من قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فاعتبرها ليلة خالدة لا تنسى.


ما إن اقترب موعد الفجر، حتى طلب الملك الحسن الثاني من خدمه، إعادة الأمور إلى مجاريها، وكأن شيئا لم يقع في المسجد النبوي. 


يكشف معنينو عن سر، أن هذه الليلة موجودة في الأرشيف السري للتلفزة المغربية، ولم تذع إلى الآن، وقد لا تذاع أبدا. ربما احتراما، لما اختاره المجتمع والدولة السعودية في التعامل مع ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة