مصطفى بوكرن
حذر الشيخ مصطفى بنحمزة الفاعلين السياسيين والحقوقيين والجمعويين من الخروج على التوافق إلى الصراع عند إصلاح مدونة الأسرة، حيث قال: "حين يريد كل شخص أن يجتذب أو يطمع أن تكون النصوص لصالحه، معنى ذلك يخل بالتوافق، والإخلال بالتوافق لا يساعد على السلم الاجتماعي".
وتحدث بنحمزة في ندوة من تنظيم مركز سوس ماسة للدراسات القانونية والقضائية قائلا: "هذه المدونة المعروضة على الإصلاح، حين نشأت لم يكن أي طيف سياسي أو ثقافي غائبا عنها.
هذه مدونة ليست مدونة صاغها الفقهاء بعقلية الفقهاء، أو صاغها الرجال بذكوريتهم. وإنما شارك فيها الجميع، نساء ورجالا، وعلماء وسياسيين وقانونيين".
وكشف بنحمزة عن المدة الزمنية التي كان يستغرقها النقاش حول بنود المدونة قائلا: "كان الحوار يبدأ من التاسعة صباحا وينتهي عند الغروب، وحضر من علماء سوس حسن العبادي رحمه الله، ومن علماء فاس سي محمد التاويل من فاس، ومن علماء تطوان سي الدردابي من تطوان، وأساتذة آخرون من جهات المغرب كلها بلا استثناء. ومن كل الأطياف" وأضاف: "بمعنى أنضجت على مهل، في ثلاث سنوات ليست يوما أو يومين". وذكر بنحمزة مثالا حول النقاش الطويل الذي كانت تعرفه لجنة المدونة حيث قال: "ناقشنا الطلاق واضطررنا للتفاوض حوله لأسابيع، لأن القضية ليست كما تبدو للناس فكرة طيارة، نضعها في مادة قانونية ثم تكون لها تبعات سيئة".
تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس دعا إلى مراجعة مدونة الأسرة في خطاب العرش 30 يوليوز 2022، بعد مرور ما يقارب 20 سنة حول النقاش المجتمعي، الذي كان حول ما سمي بالخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية.
إرسال تعليق