يروي بداهي محمد بن محمد سالم أن سالازار ومحمد سالم السنوسي وكريكادور ومبارك ولد خونا، هي مجموعة تناوبت هلى جلدي، إلى أن فقدت الذاكرة وأمضيت ستة أشهر وأنا على هذا الحال" ثم أضاف في حوار مع أسبوعية المشعل:"بعد هذه المدة عادت إلي الذاكرة، فعرضوني على تعذيب جهنمي ممنهج، حيث أمضيت مدة خمس سنوات وأنا مصفد اليدين والرجلين، والعصابة على عيني".
يحكي بداهي قصة اختطافه الغريبة، حيث كان يبحث عن عمل في إسبانيا، والتقى بشخصين من العيون، اقترحا عليه مواصلة التكوين المهني في إسبانيا، وبعد شهرين اتصلا به، أن مقاعد الدراسة امتلأت، واقترحا عليها سفرا سينطلق من طرابلس في ليبيا إلى كوبا من أجل الدراسة، ليجد نفسه مختطفا في تندوف عبر طائرة نقلته من مطار بومدين بالجزائر إلى تندوف.
روى بداهي كيف كانوا يعذبونه بطرق وحشية، يعطونه ملعقتين من الطعام والثالثة من الرمل، وهو معصوب العينين. وكانوا يعذبونه بالكي وأعقاب السجائر. إلى أن وجد نفسه سجينا بسجن "الرشيد" لمدة سبع سنوات.
وقد ذكر بداهي محمد بن محمد سالم تفاصيل دقيقة عن أنواع التعذيب، بل إنه رسم سجن الرشيد، ببراعة الفنان التشكيلي الذي يسكنه. ومن أنواع التعذيب التي مورست عليه: العلاكة، الحريق بالنار، الرقص على الجمر حاف يالقدمين، عصب اليدين والرجلين إلى الوراء مثل الكبش، ويظل لمدة 36 ساعة على تلك الطريقة، وعرضوه للتعذيب "بالكاسك الطنان".
وللخروج من هذا الجحيم، حكى الداعي، أنه هرب من تندوف إلى سوق حفيرة بواسطة رخصة مزورة أنجزها لفائدته جندي من البوليسارية كانت تربطه به علاقة قرابة.وقد اتفق قريبه مع "حراك" جزائري لينقله نحو الزويرات، وهناك وجد أخاه من أبيه، ساعده على الانتقال إلى نواكشط، واستقبله سفير المغرب، فسلمه تذكرة طائرة للذهاب إلى أرض الوطن.
وقد حكى الداهي لمستجوبه الصحافي مصطفى لختاصير أن سجن الرشيد يقع وسط صحور بركانية، يصعب الوصول إليه. وهو عبارة عن قبر مغطى مساحته كالتالي: 1.70 سنتيم داخل الأرض، و1.70 سنتيم في الطول، و45 سنتيم في العرض. وقضى في السجن سبع السنوات، هو وسبعة أشخاص، طلب منهم بعد ذلك طمر السجن بالرمال، لطمس كل معالمه.
أسبوعية المشعل العدد444، من 4 إلى 10 دجنبر 2014.
إرسال تعليق