كتب الباحث في الفلسفة عبد الجليل الكور تدوينة مطولة في صفحته، يرد على ما جاء على لسان الشيخ مولود السريري في حواره مع قناة damouh، حيث قال: "قد يذهب ﭐلْـمرءُ إلى ما هو أشدّ فيُـشِـير إلى أنّ فُقهاءَنا وأُصوليِّـينا، في سَـوادهم ﭐلْـأعظم، لَـا يَـزالون بعيدين جدًّا عن إِحْـكام نَـواصي مُختلف ﭐلْـعُـلُوم ﭐلْـمُسْـتجدَّة ﭐلتي تُعَـدّ ضَـرُوريّةً في أَيِّ تجديد أو إبداع مطلُوب". وأضاف: "وإذَا ظهر هذا، فلَـنْ تبقى ثَـمّة صُعوبةٌ كُـبرى أمام إدراكـ أنّ ﭐلْمسكوتَ عنه في كَـلَـام ﭐلشيخ "السريري" يَهُـمّ بـﭑلضّـبط خَـوْفَـه من أن يُسْـحَبَ بِـساطُ "ﭐلْعُـلُوم ﭐلشَّـرْعيّة" من تحت قَـدَمَــيْه"".
ودافع عبد الجليل الكور عن طه عبد الرحمن، الذي ألزمه السريري بأن يلتزم بقواعد الفقه وأصوله في البحث والنظر، لكن ﭐلْـكتاب وصاحبَه -بحسب الكور- يَـنْتميان أَساسا إلى مَـجال "ﭐلنّظر ﭐلْـفلسفيّ" في جانبه "ﭐلْـأَخْـلَـاقيّ" (خصوصا أنّ صاحبَه ما فتئ يتحدّث عن "علم ﭐلْمقاصد" بوصفه "علم ﭐلْـأَخلَـاق ﭐلْـإسْـلَـاميّ").
وانتقد الكور اعتراض السريري على طه بأنه يبني الشريعة على الفطرة المجهولة المعنى، وأن التفاسير تختلف حولها، بقوله: "أنّ ﭐعْـتراضَه على مفهوم "ﭐلْـفِطْـرة" كأَساس أَخْـلَـاقيّ عامّ أتى تحت ذريعة أنه غير مُحَـدَّد ولَـا يُعْـرَف كُـنْهُه"وأضاف: " لكنّ هذا ﭐلذي يَـقُوله يَصْـدُق، أيضًا، على مفهوم "ﭐللّـه" كما يَصْـدُق على غيره من ﭐلْـمَـفاهيم ﭐلْـمَبْـنيّة تَـداوُليًّا بما يجعلها لَـا تكاد تَـنْـفكُّـ عن أَقْـدار من "ﭐلِـاشْـتباه" و"ﭐلِـالتباس"". وتساءل الكور: "هل حقًّا يُعَـدّ "ﭐلْعقل" و"ﭐلْوحي" أظهر وأيْقَـن من "ﭐلْـفِـطْرة" أَمْ إنّهما يَـبْـقيان في حاجة إلى تأسيسٍ يَـمْـتنع أن يكون ظاهرًا وقَطْعيًّا تماما بـﭑلنِّـسْـبة إلى كُـلّ ﭐلنّاس".
يذكر أن الباحث عبد الجليل الكور صدرت له مجموعة من المؤلفات، منها مؤلف بعنوان: "مفهوم الفطرة في فلسفة طه عبد الرحمن" سنة 2017.
إرسال تعليق