U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

قراءة في الحلقة الثانية من مسلسل House of the Dragon

 





بقلم: مصطفى بوكرن


ينظر عامة الناس إلى موضوع الزواج نظرة بسيطة، هو استجابة لحاجيات فطرية لدى الرجل والمرأة. لكن الزواج عند النخب الحاكمة، تصبح له دلالات سياسية، ترتبط بتدبير التحالفات لمواجهة الأعداء والخصوم. ويصبح الزواج عند الملوك قضية مصيرية، ترتبط بمستقبل المملكة التي يحكمونها.


في الحلقة الثانية من مسلسل House of the Dragon، يجد الملك فيسريس نفسه في مأزق، يتعلق بغياب ولي العهد، بعد وفاة زوجته، إثر ولادة قيسرية، كللت بالفشل، فماتت  الزوجة وولي العهد في بطنها. ومن عادات آل تارغاريان أن تكون على رأس المملكة ملكة، وبالتالي ابنة فيسريس رينيرا، تبذل مجهودا لتثبت أن لها من الكفاءة ما يخولها أن تقود المملكة، لكن الأب يعتبرها صغيرة، لا ينبغي أن تخوض في شؤون الحكم. تصر رينيرا على أن تفاجئ أباها بانتصارها على عمها في المفاوضات، من أجل استرجاع بيضة التنين.





غياب ولي العهد، يدفع حاشية الملك إلى الصراع، حول من ينتصر ليزوج أقرب المقربين للملك. وهناك يظهر الزواج في الحكم السلالي، أنه وسيلة لجهة ما، لكي يصبح لها نفوذا في مربع السلطة، كما أنه بالنسبة للملك وسيلة للبحث عن الوريث الشرعي، الذي سيخلفه بعد وفاته. فكل طرف له رهان معين. وبهذا يصبح الزواج آلية من آليات تدبير نظام الحكم السلالي، بداية من قدرة الفتاة التي هي وسيط لجهة ما، للظفر بقلب الملك، إلى أن تصبح زوجة، فتكون ملكة، وإذا ما أنجبت ذكرا تكون أم الملك.





زواج الملك، ليس حدثا عاديا في نظام الحكم السلالي، وإنما له دلالات سياسية كبرى. أكان الأمر يتعلق بالاختيار الحر للمك، أن باستطاع جهة أن تقنعه بالزواج من الفتاة التي اقترحت عليه.



ولذلك، في هذه الحلقة، اقترح كورليس الملقب "أفعى البحار" على فيسريس أن يتزوج بنته لينا القاصر، لأهداف سياسية، ظاهرها وحدة عائلتين، وباطنها شيء آخر. لكن السير أوتو معاون، دفع ببنته أليست أن تتودد إلى أن فيسريس، لتوقعه في شباكه. وقع نجحت في مهتمتها السياسية.




كان الصراع محتدما حول من سيقنع الملك فيسريس بعرض الزواج، من أجل أن ينجب ولدا ذكرا، يكون وريثه الشرعي ويقطع الطريق على أخيه ديمون، الذي يقاتل من أجل أن يكون الملك القادم، وأن تكون بنته وحيدة بعده.



سيختار الملك الزواج من أليسنت بنت معاونه أوتو. وبهذا ستتغير التحالفات، سيصبح كورليس حليفا لديمون..





هذه التفاصيل، تبين لنا مأزق الحكم السلالي، منذ أن وجد إلى الآن، فإن كان يسوق أنه ضامن للاستقرار، فإنه في العمق يعرف صراعا عجيبا مع الأقدار، فلاختيار حاكم في النظم الديمقراطية، هناك الانتخابات، الشعب يذهب لصندوق الاقتراع، ليختار حاكمه. لكن في النظم السلالية، الذي يتحكم في من سيكون حاكما لشعب بكامله هي الزوجة ومن معها إن حالفها القدر. بحيث تصبح مؤسسة الزواج، أقوى سلاح في الصراع الحكم. 



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة