بقلم: مصطفى بوكرن
بوعشرين لاعب كرة قدم. لم يكن يحلم يوما، أن يكون هدافا في فريق "مواجهة التحكم". أصبح لاعبا مشوشا على فريق "المال والسلطة".
الفريقان يلعبان في إطار البطولة الاحترافية الوطنية، يتصدران سبورة الترتيب، فريق المال والسلطة في الرتبة الثانية، وفريق مواجهة التحكم في الرتبة الأولى.
خسر فريق "مواجهة التحكم" لاعبا مركزيا يلعب وسط الميدان، هو أساس الانتصارات، اسمه بنكيران، له قدرات قوية في المراوغة، وإيصال الكرة إلى بوعشرين ليسجل الأهداف، مثل علاقة إنيستا بميسي.
ظن الناس، أن البطولة الوطنية الاحترافية تعرف تنافسا نزيها، بعد الإصلاحات الكبرى التي تمت في يوليوز2011، حيث تم اقتراح وثيقة جديدة تنظم سير البطولة الوطنية، بعيدا عن الغش والتزوير.
رفع الجميع شعار، الحَكم هو الميدان، من يتفوق ميدانيا ينتصر، بشرط الالتزام بقوانين لعبة كرة القدم.
بعد الانتصارات المتوالية لفريق مواجهة التحكم، وتصدره للبطولة الوطنية لموسم ثان، فريق مواجهة "المال والسلطة" اكتشف حقيقة جوهرية: أن سر انتصار فريق مواجهة التحكم هو "إلتراس مواجهة التحكم" وهو أكبر إلتراس في المغرب، يذهب مع فريقه أينما حل وارتحل، يشجع فريقه باستماتة كبيرة، إضافة إلى مجلس الإدارة المنسجم والمتعاون والمتفاهم ويعرف هدفه، وهو الفوز بالبطولة والابتعاد عن الاختلافات.
فريق "المال-السلطة" لا يمتلك إلتراس، غير محبوب من طرف الجماهير الكروية، ثم إن اللاعبين لا يقاتلون باستماتة وليس لهم المهارة والذكاء..
قرر مجلس إدارة "المال والسلطة"، أن يخرج عن قوانين اللعبة التي تم الاتفاق عليها، بتأويل جديد، خلفيته أن فريق مواجهة التحكم، سيطر على البطولة الوطنية، وقد يتصدرها إلى ما لا نهاية، مستغلا قانون يوليوز 2011، الذي صيغ بتوقعات كبيرة، تنافي الواقع الكروي المعيش، حيث لا وجود لفرق وطنية قوية. والقانون ليس وحيا منزلا، بل يجب أن يستجيب لتطورات الواقع.
أول خطوة قام بها، فريق "المال والسلطة"، أخذ قرار تدخل عنيف ضد وسط الميدان بنكيران، حيث تم توجيه لاعب في الفريق -كان ممارسا لرياصة الكارطي، وانتقل لكرة القدم- أن يكسر رجل بنكيران. كان المبارة في شهر مارس 2017 حامية الوطيس، نتج عنها، حمل بنكيران إلى المستشفى مباشرة. واختار الحكم أن يخرج الورقة الصفراء لمعاقبة اللاعب. ثار ألتراس مواجهة التحكم، ولم يستسغ ما وقع.
طالب الجمهور بمغادرة الملعب وعدم خوض المبارة، لكنه فوجئ بدخول لاعب جديد، اسمه العثماني -لتعويض بنكيران- في فريق "مواجهة التحكم". اخذ شارة العميد، وظل يشجع اللاعبين على مواصلة المبارة، ويحمسهم بشكل غريب.
أصبح فريق مواجهة التحكم ضعيفا، قبل بالوضع واستمر في اللعب، لانه يحتل المرتبة الأولى في سبورة الترتيب.
انتهت المبارة بفوز فريق "المال والسلطة". انقسم فريق مواجهة التحكم، لإصرار العثماني على أن يكون عميد الفريق، والذي قرر أن يغير خطاب فريق، حيث أصبح لا يتحدث كثيرا عن الانتصار والفوز.
لاعب واحد في الفريق، وهو المهاجم بوعشرين، حافظ على خطة وطريقة لعب فريق مواجهة التحكم، وظل يردد باستمرار احترام قانون اللعبة.
شارك الفريق في المبارة 23 فبراير 2018، دون بنكيران. انتهى الشوط الأول، غادر بوعشرين رقعة الملعب، فتبادل النظرات مع صحفية فاتنة، دعته إلى حوار صحفي، فضرب لها موعدا...
سقطت الصحفية مغشيا عليها، وتم اعتقال بوعشرين.
في يوم 26 فبراير اتهم بوعشرين بتهمة الاتجار في البشر!
غادر بوعشرين رقعة الملعب، فتبادل النظرات مع صحفية فاتنة، دعته إلى حوار صحفي، فضرب لها موعدا...
وحفظا لكرامة اللاعب بنكيران، تم منحه سبعة ملايين سنتيم، لكي لا يصبح سائق تاكسي، حسب الروائي عبد الصمد بلكبير. واختار فريق مواجهة التحكم أن يغير اسمه بفريق "الإنجاز والإنصات".
لم تنته المعركة، فلاحق فريق المال والسلطة، كل من ظل يدافع عن اللعب بنكيران. تم التسلسل إلى هاتف آمينة ماء العينين الإطار الكروي المتخصصة في الدعم النفسي، حيث كانت تشتغل في ضمن الجهاز الطبي لفريق مواجهة التحك سابقا. وكانت "َفضيحة" صورة باريس الانتقامية. أصبح فريق "الإنصات والإنجاز" يحب كثيرا فريق "المال والسلطة" فاستجاب لإشاراته، وازاح أمينة من موقع مهم في البرلمان.
والمعركة مستمرة، لم تنته، لأن هناك من لازال يحلم...
إرسال تعليق