U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

بغيتو ياخذ حجمو العادي

 






بقلم: مصطفى بوكرن

 الصحفية بشرى الضو، في قناتها الجديدة "جاوجاب" أطلقت برنامج "ضربو الضو"، فكرة البرنامج ما كان يفعله مرسول الشعب في برنامج كواليس على ميدي1 تيفي، مناقشة السياسيين بطريقة "القوالب وحشيان الهضرة" لأجل الإيقاع بهم في الفخ.

محمد الشيخ بيد الله، معروف عليه أنه لا يطلق عبارات جزافية "يكور ويعطي للأعور"، يختار العبارات بعناية شديدة.

فاجأته بشرى وهو يحمل صحنا ويضع عليه ما سيتناوله في وجبة الغذاء.

بشرى: تخيل أن هذه الحوتة هي بنكيران تاكلها أكلا.

بيد الله: بنكيران لاش ناكلو.

بشرى: وشنو غدير لو.

بيد الله: بنكيران بغيتو ياخذ حجمو العادي.


بيد الله: بنكيران بغيتو ياخذ حجمو العادي.


هذه الجملة:"بنكيران بغيتو ياخذ حجمو العادي" لا اعتقد أنها تخص فقط بيد الله، بل هي تعبر عن نخبة معينة، ترى أن بنكيران تجاوز بكثير "الحجم العادي".

لنطرح هذا السؤال: ما هو الحجم العادي؟

الإجابة باختصار شديد، حينما صوت المغاربة على البيجيدي، وشكل رئيس الحكومة بنكيران ائتلافا حكوميا، عليه أن يعمل ويشتغل ويلتزم الصمت، حتى لو جعلوه طرطورا، لا يقدم ولا يؤخر، يخرج للناس، لا يبوح ما في قلبه من غضب، عليه أن يصمت ولايقول مثلا:"هناك دولتان، دولة الملك محمد السادس، ودولة أخرى".

يعني أن يكون خادما ومساعدا للملك - بنكيران يفتخر بذلك- بشرط أن يبتلع لسانه، وأن لا يصنع ظاهرة "مهرجانات بنكيران" التي توحي كأن بنكيران ليس أمينا عاما لحزب، بل هو من الزعماء الكبار، الذين يأتوهم الناس من كل فج عميق ليشهدوا بالآلاف مهرجاناته.

ثم على بنكيران وحزبه، أن لا يقاوم سلوك وزارة الداخلية، من حصار، ومنع، وأن يقتنعوا بكل ما تقوله له وزارة الداخلية، دون تقديم أو تأخير(بنكيران يقول: ما يقوله حصاد أسمعه لكن ليس بالضرورة ان اقتنع به(.


هذا هو الحجم العادي، حجم كل الوزراء، خدام الأعتاب الشريفة لا يتكلمون نهائيا إن شعروا بما يضرهم.

 

لكن بنكيران تجاوز الحجم العادي، أضاف إلى أنه يخدم ويساعد الملك، أنه رجل سياسة لا يمكن أن تتوقع ما يمكن أن يصدر عنه مستقبلا من تصريحات ومواقف، وهذا مزعج جدا للمخزن، ولوكان بنكيران مخزنيا، بنكيران كأنه يقول لهم، نعم انا مخزني (مرة قال في لقاء للتقدم و الاشتراكية "ربما تمخزنت) ولكنني لن أصمت، ساكون مزعجا، بلساني القاسي.

وحتما هذا الأسلوب، هو الذي حافظ على شعبيته.

   بيد الله يقول، بنكيران ينبغي أن يأخذ حجمه الطبيعي، وسأضيف، إن لم يرد أن يأخذ هذا الحجم سنعمل، على أن يأخذه قهرا لا اختيارا، وهذا ما حصل بالضبط، أخرجوه من رئاسة الحكومة لولاية ثانية.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة