U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

ابن الزنا في Game of Thrones.. حاكم غير شرعي!





بقلم: مصطفى بوكرن 

بدأت أشاهد الموسم الثاني، شاهدت حلقتين، فتأكد لي، ما فهمته من الموسم الأول. دعك من تصوير المشهد، وارتبط بالفكرة. ولتفهم الفكرة، ضع إطارا تنطلق منه. أختار هذا الإطار القرآني في التفسير.


لو بحثت في القرآن عن ما له علاقة بالسياسة بمفهومها الحديث متمثلة في الدولة وما يتعلق بها، لن تجد شيئا، وستظل تبحث، وتقول لنا: "إن آية الشورى ترادف الديمقراطية".


لكن، لنجرد الأشياء، الموضوع هو: كيف ننظم البشر، ليتحقق السلام؟ القرآن له رؤية فريدة في الموضوع.


يعتبر أن الأسرة هي وحدة تنظيمية إنسانية فريدة من نوعها في تنظيم المجتمعات، تبدأ بعلاقة جنسية بين رجل وامرأة على سنة الله ورسوله، تسمى زواجا، وهذه العلاقة لها مقدمات ولها التزامات.


نجد في القرآن، أن "الوحدة التنظيمية" التي تحوز أكبر عدد من الأحكام والتوجيهات والقيم، هي الأسرة: أحكام الزواج والطلاق والإرث بتفاصيل رقمية، بل كيف ينبغي أن تكون العلاقة داخل الاسرة الواحدة، كما يرد في سورة النور، آداب الاستئذان...


هذا كله من أجل هدف واحد، أن العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة في رؤية الإسلام، مهمومة بما يتوج عنها من أبناء، فهذه العلاقة لاتثمر: سراق الزيت، أو الفيران، بل تثمر إنسانا، أسجد الله له ملائكته، وكرمه، وأناط به مسؤولية الخلافة في الأرض، وحق لهذا الإنسان، إن جاء من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، أن يستقبله أب وأم، يعيشان استقرارا، يعيشان المودة والمحبة والسكينة، فيتذوق هذه القيم في كنف هذه الأسرة التي تنظم المجتمع، وتحميه من الانهيار، وتنشر فيه قيم السلام.


يتذوق هذه القيم في كنف هذه الأسرة التي تنظم المجتمع، وتحميه من الانهيار، وتنشر فيه قيم السلام


ولا يفوتني أن اذكر بهذه السورة العظيمة سورة يوسف، كيف استطاع يوسف أن يعيد تربية إخوانه، الذين حسدوه وأبعدوه، وظل صابر محتسبا، متمسكا بقيم المحبة والود والإخاء، بل إن الأب يعقوب ظل يردد كلمة واحدة: "فصبر جميل".


هذه الأسرة، استطاعت أن تقوم بعملية جراحية داخل قلب دولة الملك، نفذها يوسف بصبر وجهاد نفسي مذهل، أخرج الجميع من عهد الصراع إلى عهد السلام.


انتظر لحظة، إياك أن تنظر أنني خرجت عن الموضوع، أنا في صلبه، حين نرى فيلما تراجيديا، فهذا الفيلم الهدف منه التطهير، فهو لا يقول لنا، أقتلوا دمروا، بل يعيطينا فرصة للتأمل، لنبتعد عن هذه الافعال الشنيعة التي يمكن أن تدمر المجتمع.


بدأت تتأكد لي، في الموسم الثاني من الحلقتين الأوليين، أن هناك جدلا بين "فساد الأسرة" و"نظام الحكم". وأن هؤلاء القوم، يعيشون دمارا، لأن لا نظام لهم في ضبط العلاقة بين الرجل والمرأة، وهذا يؤثر في نظام الحكم الذي يسوده الانتقام والصراع والقتل.


أب ماتت زوجته، يضاجع بناته، فيلدن، فيرمي ما يلدن في الغابة، أخ يضاجع أخته، فتلد ابنا، ليصبح ملكا...بمعنى أن العلاقة بين رجل وامرأة في أسرة مستقرة غير موجودة، بل الغريزة الجنسية لها حرية مطلقة، وهذا يؤثر في نظام الحكم، فيسود الصراع والدمار.


وهنا، سنفهم فلفسة الإسلام في الزواج برؤية تراحمية إنسانية، لأن منبع التراحم والمحبة والتسامح موجودة في الأسرة، والإسلام متشدد في احترام الرحم، وفي طاعة الوالدين.


الملك جيفري، وهو ابن غير شرعي، يقول لأمه، سأقتلك، لأنها بدأت تصله، وشاية، أن أباه، هو خاله...الصدمة..


السلسلة بلغة غير مباشرة، تقول إن هذا الدمار في الحكم السلالي منبعه هو لا وجود لكيان ينظم علاقة بين الرجل والمرأة وبين الأطفال هم "بهائم يعيشون في القصر"...وكأننا نفهم أن المدخل لأي إصلاح، يتحدد بطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة...


كانت دولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيتم تشتيتها بحديث الإفك، ومن الغريب أن يكون هذا الحدث في سياق سورة تتحدث عن الأداب الاجتماعية، وهي "حادثة سياسية" بامتياز..


إذا أردت أن تدمر خصما سياسيا في الحياة السياسية العالمية، ففتش بين فخذيه...

 





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة