U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

فيلم The Shawshank Redemption... من لا حلم له لن يتحرر من سجن الحياة

 




بقلم: مصطفى بوكرن

تناولت وجبة الغداء، أخذت حاسوبي المحمول، أسرعت الخطى إلى بيت النوم، تمددت بالعرض فوق السرير، وضعت حاسوبي على طاولة مجاورة له.

طلبت من أصدقائي أن يكتبوا عناوين أفضل الأفلام التي تأثروا بها، فكتبوا أكثر من مائة عنوان. دخلت إلى موقعي المفضل egy.best، أكتب اسم الفيلم في محرك البحث، ثم أقوم بحفظ رابطه.

قرأت أكثر عناوين الافلام تكرارا في تعاليق الأصدقاء، وجدت اسم هذا الفيلم الامريكي: "The Shawshank Redemption" فيلم صدر سنة 1994م، لم ينجح تجاريا لكنه نال إعجاب النقاد، واعتبر من السلسلة الذهبية لأفضل الأفلام في تاريخ السينما.

حينما يكون السارد، الرائع مورغان فريمان، تشعر بالخشوع، هكذا وقع لي وأنا أتابع هذا الفيلم المدهش.

أخذت مكاني على سريري، انطلق الفيلم.

فُتِح باب غرفة النوم، ارتج قلبي، إنها زوجتي، جاءت قائلة:

- تكعد من بلاصتي.

زوجتي من النادر أن أشاهد معها فيلما، إذا شاهدناه معا، نتنازع فيما بيننا، تقول معلقة:

- أنت غبي، لا تفهم.

أصمت ولا أجيبها، تكثر الأسئلة، لماذا كذا وليس كذا؟ فأعلق قائلا:

- يا راس الفجلة، اصمتي.

تقرصني من تحت فخذي.

فألعن اللحظة التي قررنا فيها مشاهدة الفيلم.

لم أطلب منها أن تجلس لمشاهدة الفيلم، أعرف، أنها ستعلق قائلة:

- ذوقك غبي.

زوجتي تحب الأفلام الرومانسية فقط، وأنا أكره مشاهدة هذه الأفلام، وتطلب مني أن أجلس معها لمشاهدتها، لكي تؤدبني وتعلق قائلة:

- وا حسرتاه، "تزرفت" في زواجي.

بقيت في مكاني، عدلت جلستي، تمددت بالطول، ووضعت الحاسوب على حافة السرير. جلست أشاهد الفيلم، تركتها تقرأ كتابا.

كنت أتفاعل مع الفيلم، بصوت عال، بالعبارات التالية: عجيب، غريب، يا إلهي، واااااو، مدهش...

زوجتي، تطيل عنقها لتتابع، وتطلب مني أن أحكي لها ماذا وقع، أرفض.

أنهيت الفيلم. ترسخت في وجداني هذه الصور، لثلاث شخصيات:
بوركس: دخل إلى السجن، ولا حلم لديه في الحياة، أحب حياة السجن، وحينما خرج، لم يستطع العيش خارجه، لأنه لا حلم له، فقرر الانتحار.

ريد: دخل إلى السجن ولا حلم لديه في الحياة، أحب حياة السجن، وحينما خرج، لم يستطع العيش خارجه، لأنه لا حلم له، وكاد ينتحر، لولا إشراك أندي له في حلم "صناعة القوارب".

أندي: دخل إلى السجن، وله حلم في الحياة، يريد تحقيقه. دخل إلى السجن، لم يعش بنفسية السجين، بل عاش بنفسية الحر الذي يلاحق حلمه، وظل داخل السجن يخطط لتحقيق حلمه، حينما خرج، أنجز حلمه، وأشرك معه ريد.

من لا حلم لا، لن يتحرر من سجنه.

وما اكثر السجون: سجن التخلف، سجن الخوف...

أه، تذكرت، سجن زوجتي، تحرر منه، وشاهدت الفيلم ...
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة