U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

من وراء حملة ارحل أخنوش؟

 



بقلم: مصطفى بوكرن



فجأة، ظهر مجددا هاشتاغ ارحل أخنوش، والمطالبة بسعر 8 دراهم للبنزين، و7 دراهم للكازوال. كعادتي، لا أساير الحملات الفيسبوكية إلا بعد تحقيق وتدقيق. ولا تغريني الشعارات، يهمني بالدرجة الأولى، الجهة المحركة للحملة على الفيسبوك.


بصراحة، لا يمكن إلا أن أحتج على هذا الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات. ويزداد غضبي حين أقرأ حوارا مهما على جريدة الأيام الأسبوعية مع الحسين اليماني رئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، عدد: 998، 30 يونيو 2022.


يقول الحسين اليماني عن مصفاة لاسمير:



- المغرب يخسر 3.5 درهم درهم بالعملة الصعبة في اللتر الواحد من الغزوال، فيما كان بمقدوره صرفها في الداخل واقتصاد ما يربو عن 1.5 درهم.



- بلغ -يتحدث عن الأسبوعين السابقين للحوار- متوسط كلفة اللتر الواحد من النفط الخام حوال 7 دراهم، لكن عند اللجوء لاقتناء "الغزوال المصفى" ترتفع كلفة اللتر الواحد إلى 11 درهما، بزيادة 4 دراهم. ولو كانت المصفاة تشتغل ستوفر الدولة 4 دراهم، وسيؤثر ذلك على جيوب المواطنين بشكل إيجابي.

- إذا أردنا تشتغيل مصفاة لاسمير، يلزمنا 8 أشهر من العمل، لتنطلق من جديد. والتكرير هو صمام الأمان في وقت الأزمات.

- يقر المجلس الأعلى للحسابات في 2017، والوكالة الدولة للطاقة أن إخراج لاسمير من المنظومة الطاقية بالمغرب، أدى إلى خصاص فظيع في المخزون الاستراتيجي الواجب توفيره، أن لا يقل عن 60 يوما، لكن الشركات في الحقيقة تغطي 26 يوما فقط.

- إن وزراء الحكومة السابقة والحالية لم يترددوا في التشويش وتقويض كل مساعي المحكمة لتفويت أصول شركة لاسمير، كأنهم يقولون بشكل أو بآخر: إننا لا نريد لهذه الشركة أن تفوت أو أن تستأنف أنشطتها.


يقول الحسين اليماني عن الأرباح التي راكمتها الشركات بسبب القرار الذي اتخذه بنكيران برفع الدعم عن المحروقات، ما بين 2016، و2021:



- راكمت الشركات في هذه الفترة أكثر من 45 مليار درهم.

- الأرباح وصلت في الطن الواحد 2200 درهم، وكانت محددة قبل التحرير في 600 درهم للطن الواحد.

- زيادة سنتيم واحد في اللتر، يرفع أرباح الشركات ب 8 ملايير سنتيم. أما في حالة زيادة درهم فإن الأرباح تلقائيا ترتفع ب 8 مليار درهم.


- شركة تستحوذ على 15 في المائة من السوق، تضاعفت أرباحها الصافية بعد تحرير الأسعار ثلاث مرات، منتقلة من 300 إلى 900 مليون درهم.



- تناسلت محطات المحروقات في القرى والمدن والأحياء بشكل غريب، والسبب أن الفلوس موجودة في القطاع.


- منذ أن دخلت هذه العلامات التجارية السوق المغربية، لم تغادره، لأنها وجدت في الطاجين ما يؤكل.


راكمت الشركات في هذه الفترة أكثر من 45 مليار درهم



يقول حسين اليماني عن حكومة أخنوش وما تربحه الشركات:


- حكومة عاجزة، اكتفت بدعم مهنيي النقل، وهو دعم غير كاف، وتختبئ وراء الأزمة العالمية.


- حكومة تفقد الإرادة السياسية وللجرأة، لأنها مشكلة من رجال أعمال يبحثون عن رفع أرباح شركاتهم.


- تكتفي شركات المحروقات في جل دول العالم بأرباح لا تتجاوز 2 في المائة، نجد في المغرب تتجاوز 10 في المائة وقد تصل إلى 20 في المائة في بعض الأحيان.


- كلفة اللتر الواحد من النفط الخام في ظل الأسعار الدولية الحالية يترواح بين 7 و7.5 دراهم، فيما يباع اللتر الواحد للمواطن المغربي ب 15 إلى 16 درهما. بزيادة تتجاوز 9 دراهم.


حكومة تفقد الإرادة السياسية وللجرأة، لأنها مشكلة من رجال أعمال يبحثون عن رفع أرباح شركاتهم.


مقترحات الحسين اليماني، لتجاوز الأزمة:


- كلما قل الغضب الشعبي ارتفعت الأرباح الفاحشة، وكلما زاد الغضب الشعبي انخفضت الأرباح الفاحشة.


- سن ضريبة استثنائية على الشركات التي راكمت أرباحا خلال الفترة الماضية ، في ظل هذه الوضعية الاستثنائية، على رأسها الشركات التي راكمت منذ التحرير الأعمى للسوق سنة 2016 إلى نهاية 2021، ما يزيد عن 45 مليار درهم.


- هذه الضريبة يمكن أن تلعب نفس الدور الذي لعبه صندوق الخاص لتدبير جائحة كورونا، وساهمت فيه الشركات والمواطنون.


- شراء لاسمير هو شراء لأصولها، والمشتري لا علاقة له بديونها قبل تاريخ تفويتها، والتي تصل ل 40 مليار درهم، وثمن البيع محدد في 21.46 مليار درهم. ويمكن أن تتم هذه العملية بأن تبادر إحدى مؤسسات الدولة العمومية أو بشراكة مع القطاع الخاص بطلب لشراء أصول الشركة، خاصة أن 80 في المائة من الديون ترجع لمؤسسات عمومية، خاصة أن العالم اليوم يبحث عن تأميم الشركات في هذه الظروف العصيبة.


حين أنهيت الحوار، أصبت بالصدمة.



وتساءلت: لماذا المغاربة صامتون؟ لماذا المغاربة لا يحتجون؟ لماذا المغاربة لا يطلقون الهشتاغات؟


أمر مخيف، أصبح المغربي يتأقلم مع المعاناة بشكل غريب. وهذا الذي أتابعه قبل شهر. حيث انطلقت حملة فيسبوكية ضخمة، لشراء حيوان أليف، صبور، خدوم، الحيوان الرائع: الحمار. كسلوك احتجاجي صامت على ارتفاع الأسعار.


استغربت هذا التصرف من سلوك المغاربة، سيقاطعون سيارتهم، ويشترون الحمير، لقضاء أغراضهم اليومية، في خطوة تهديدية غريبة.


والمثير للعجب، أن الكثير من المغاربة، انطلقوا فعلا في شراء الحمير والتنقل عليها، ويحكون تجاربهم في تديير ميزانية التنقل.


لم أكن أظن أن بعض المغاربة سيصلون إلى هذا المستوى من الغباء، يظنون أن غلاء المحروقات يؤثر فقط، في ميزانية التنقل، إن الغلاء يؤثر في كل السلع المنقولة، والتي لها علاقة بميزانية أكلهم وشرابهم ولباسهم...


بدأت أشك في التلقيح الذي تلقاه المغاربة، لا تكاد تسمع لهم همسا، يشترون كل شيء ولو أصبح غالي الثمن. الشيء الذي دفعني إلى الشك في من يقول إن المغاربة فقراء.


ما الذي يجري؟ لماذا لا يحتج المغاربة على أخنوش؟ لماذا لا يحتج المغاربة على شركات اللهطة؟


صدق أو لا تصدق.



ولم أجد جوابا لهذه الأسئلة. فجأة، جاءني جواب ينتمي إلى الواقعية السحرية، وكأنني أقرأ فصلا من رواية مائة عام من العزلة. سمعت طرقا في على باب شقتي. خرجت فإذا بي أرى قطيعا من الحمير. لم أصدق ما يحدث. وقف حمار يلف عنقه بالكوفية الفلسطينية، وبدأ يتحدث كأنني أشاهد حلقة في ساحة 20 يناير بظهر المهراز بفاس، انطلق في الحديث، محييا كل الشهداء والأحرار في العالم، والحمير يرفعون أرجلهم الأمامية، كشارة للنصر:

تحية، نضالية، أستاذ مصطفى، أعرف أنك سترى لأول مرة حمارا يتحدث باللغة العربية. وهذا طبيعي، لأن ذل المغاربة قهرنا. باختصار ودون إطالة. نرجوك أن توصل إلى سكان الفيسبوك هذه الرسالة.

ظهر حمار ورفع شعارا بأعلى صوته:

هذا عيب هذا عار، الإنسان في خطر.

واصل الحمار كلمته:

إن مشكلتكم الأساسية مع أخنوش رئيس الحكومة، ومع الشركات التابعة له ولغيره. وهذه المشكلة تحل بالنضال الميداني بشكل سلمي ضده، ولا تحل بشراء الحمير، التي ترفض أن يركبها إنسان مذلول لا كرامة له. ولذلك، نحن من أطلقنها هاشتاغ ارحل أخنوش، ونطالب من هؤلاء الصامتين، أن ينخرطوا في هذه الحملة، وأن يستيقظوا من ذلهم. تحية نضالية.

كنت ذاهلا، لا أصدق ما أرى، هل أنا في حلم أم في واقع. كيف أصدق أن الحمير، أصبحت لهم قضايا عادلة؟ كيف أصدق أن الحمير، أعطوا للفيسبوك معنى نبيلا؟

لا أصدق، ربما أحلم..
ربما هم السبب في إطلاق الهاشتاغ...
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة