الحسن الثاني:
وجه الملك الحسن الثاني كلمة توجيهية سامية إلى الوحدات العسكرية المغربية المتوجهة إلى مصر لمساعدة جمال عبد الناصر في حرب يونيو 1967، بين إسرائيل وسوريا مصر والأدرن والعراق. وقد تكبدت الدول العربية خسائر فادحة، سميت بالنكبة أو النكسة. وقد تلا هذه الكلمة على الجنود نيابة عن الملك الحسن الثاني الكولونيل الحاج عبد الرحمن الدكالي المرشد العام للقوات المسلحة الملكية الكاتب العام للشؤون الإسلامية.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله.
معشر الضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية.
في هذا اليوم العصيب الذي تخوض فيه الأمة العربية جمعاء معركة حاسمة من تاريخ حياتها من أجل صد العدوان واستئصال شأفة الطغيان واسترجاع أرض فلسطين السليبة، وحماية المقدسات وإعادة اللاجئين العرب والمسلمين المشردين والمنكوبين إلى أراضيهم وأوطانهم نتوجه إليكم أيها الأبطال الذين ملأت شهامتكم الآفاق والأرجاء، وعرفت شجاعتكم ميادين الكفاح والتضحية والفداء بهذه الكلمة وأنتم مقبلون على خوض المعركة ضد الصهاينة المعتدين إلى جانب إخوانكم الذين هبوا إباء وحفاظا واعتزازا بروابط الأخوة وأواصر القربى فعليكم أن تخوضوا غمار هذه المعركة شدا بأزرهم وإظهارا للقضية المشتركة بما عرف عنكم من بأس وإقدام وحماس واسترخاصا للنفس والنفيس.
وأن قائدكم وملككم الساهر على حماية الدين لمتيقن من انكم ستبرهنون في هذه الظروف الدقيقة كما برهنتم غير ما مرة عن رسوخ عزائمكم وثبات أقدامكم وحميد شجاياكم وجميل مزاياكم.
ولا يغامرني شك في أن قلوب إخوانكم المغاربة يغمرها فيض من الاعتزاز والافتخار بمساهمتنا جميعا ملكا وحكومة وشعبا في هذه الانتفاضة المباركة التي لمت الشتات وكتلت الجهود ووحدت العزائم، وستعودون بحول الله إلى وطنكم وأنتم معتزون بهذه المساهمة التي سيسجلها التاريخ في ألمع صفحاته فلتسيروا على بركة الله، فالنصر حليفكم والتوفيق رائدكم والله معكم.
مصدر الخطاب: مجلة دعوة الحق، العدد: 8، السنة: 10، يونيو 1967. ص:6.
تعليق: وصل الجنود المغاربة متأخرين، ولم يشاركوا في الحرب. وقد كشف المؤرخ الإسرائيلي يغال بن نون، المتخصص في العلاقات المغربية الإسرائيلية، كواليس المشاركة المغربية في مقال له نشر في يونيو 2019 بيديعوت أحرنوت، أوضح فيه أن الحسن الثاني كان يعلن شيئا ويخفي أشياء.

إرسال تعليق