بقلم: مصطفى بوكرن
لقد غدرتنا يا سعد...
نحن سكان وسائل التواصل الاجتماعي، كنا نظن أننا أقرب إليك من حبل الوريد، لكن كانت لك علاقة وجدانية عميقة مع غيثة، بعيدا عنا.
تخططان لذلك اليوم الموعود.
لماذا يا سعد أخفيت عنا هذه العلاقة؟
نعاتب شوف تيفي التي لم تتمكن من كشف هذه العلاقة.
لماذا اخترت حب قلبك الأبدي في غفلة منا؟
نحن سكان وسائل التواصل الاجتماعي، كنا نطمح أن تختار منا أفضل فتاة، تقوم بما يلي:
- الأولى في التعليق على فيديوهاتك على قناتك.
- الأولى في وضع الجيم على فيديوهاتك.
- الأولى في حشد الناس، لتكون الأول في الترند على مستوى العالم.
- الأولى في ترويج لفيديوهاتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه معايير الاختيار يا سعد... وليس القرب من العائلة.
من الذي جعل فيديو أنت معلم يحطم المليار؟
أليس نحن سكان وسائل التواصل الاجتماعي.
من الذي جعل قناتك تحطم أرقاما قياسية في الاشتراك، حيث وصلت إلى 14 مليون مشترك؟
أليس نحن..
نحن سكان وسائل التواصل الاجتماعي من الذكور والإناث، من الشباب والشابات.
أكتب إليك يا سعد صرخة الملايين من اللواتي كن يجتهدن بالليل والنهار، للترويج لفيديوهاتك، وكن يبذلن الغالي والنفيس للفت انتباهك.
كان عليك سعد، قبل أن تقدم على هذه الخطوة غير العادية، أن تخبر جمهورك في وسائل التواصل الاجتماعي.
ما العيب في أن تخبرنا.
ألسنا نحن من صنعنا نجوميتك.
ألسنا نحن من أوصلناك إلى العالمية.
ألسنا نحن من جعلناك نجوم العالم العربي يتسابقون إليك ليغنوا معك.
نحن الجيش المجردي، من صنعناك.
لقد غدرتنا يا سعد.
لقد أبكيت هذه الليلة العذارى من سكان واسائل التواصل الاجتماعي.
إنهن الآن، ينتحبن، لا لكي تتزوج فتاة بعينها منهن، ولكن أن تشرف هذا الجيش العظيم، بأن تختار فتاة، كانت مجتهدة في الاستماع لأغانيك والترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا جزاؤنا يا سعد، نعم.
هذا أجرنا يا سعد، نعم.
أن تتزوج في غفلة منا.
أن تتزوج بامرأة، ربما لم تضع جيما ولا تعليقا ولا مشاركة لأغانيك، ونحن اللذين نجاهد بالليل والنهار ليرتفعك نجمك في العالي، لا تبالي بفتياتنا الجميلات، والمتميزات في الترويج لك.
نحن معجبوك نبكي الآن، وسنظل نبكي إلى الصباح.
كانت طعنة نجلاء في قلوبنا.
هل نسيت يا سعد، يوم وقفنا معك وقفة رجل واحد، حين اتهمت بالاغتصاب، ورحنا ندافع عن براءتك، وكانت أخواتنا في الجيش المجردي، يبذلن كل شيء من أجل إثبات براءتك؟
هل نسيت كل هذا؟
ما العيب يا سعد أن تستشيرنا؟
ما العيب أن تقول لنا، إنني أريد الزواج، وأطلب منكم أن تختروا لي فتاة تجتهد في حفظ أغانيَّ وتروج لها وسائل التواصل الاجتماعي؟
ما العيب في هذه الخطوة؟
إنك لو فعلت ذلك، ستعلو في السماء، وينظر إليك، كل نجوم العالم، أنك تقدر معجبيك، من سكان الفيسبوك والتويتر واليوتيوب والانستغرام والتيكتوك.
اكتشفنا يا سعد، أنك تنظر إلينا مجرد أدوات لا روح لنا، جعلتك نجما.
إن الجيش المجردي، يقول لك يا سعد:
- وداعا، سنحل تنظيمنا، ونترك لك غيثة، لتجعل نجما عالميا.
يا سعد، إن زواجك بهذه الطريقة، يعني نهاية مسيرتك الفنية.
ما أصعبها من اللحظة، حين تحب شخصا بعمق، وفجأة، يغدرك بطريقة غريبة.
لن نسامحك يا سعد.
لن نتراجع عن قرارنا.
سندشن حملة، لمغادرة كل حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، لأننا نحن من صنعناك نجما، وكان عليك أن تستشيرنا لنختار لك أفضل فتاة تروج لأغانيك، وتحبك بجنون، وتدافع عنك وسائل التواصل.
وداعا يا سعد.
ولغيثة السلام.
إرسال تعليق