بقلم: مصطفى بوكرن
استغربت طوفان التشكيك في لحظة حنان صادقة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، حيث التقطت الكاميرا، احتضانه لشاب من الهامش، جاء لحضور الجامعة الصيفية للشبيبة التجمعية بمدينة أكادير، يومي 9 و10 شتنبر.
لازلت إلى الآن، أحاول فهم هذه السخرية التي طالت صورته، التي بلغت الترند على وسائل التواصل الاجتماعي. أنا حائر، مندهش، عاجز، عن فهم سر التشكيك في إنسانية أخنوش.
وجدت نفسي مضطرا لأشهد شهادة حق في عزيز أخنوش الإنسان. أتحدى كل من يسخر من أخنوش، أن يأتيني بنموذج من السياسيين المغاربة يشبهه في نظافة لسانه، وحنان قلبه، وبشاشة وجهه. أتحداكم، يا شعب الفيسبوك، أن تذكر لي نموذجا واحدا يشبه أخنوش في إنسانيته الباذخة.
أستغرب هذه الحملة المدبرة على إنسانية أخنوش، بعدما فشلوا في إسقاطه من رئاسة الحكومة، ومحاصرته على مستوى تمدد شركاته، وارتفاع أرباحه.
إنه سلوك غريب، حين تفشل في معركة السياسة، تفتش في الأمور الإنسانية للخصم.
أشهد أن أخنوش، لم نسمعه يوما، يشتم السياسيين بألفاظ من قاموس الشارع، بل إن لسانه يعف عن الشتيمة، إذا شتمه خصمه بلفظ قبيح، يردد أخنوش شعاره الخالد: أغراس، أغراس.
هناك سياسيون حطموا أرقاما قياسية في الشتائم، في كل خرجة، يبتكر زعيم سياسي شتيمة جديدة، لكن أخنوش في كل خرجة، يعبر عن إنسانيته الرائعة والجميلة.
أشهد أن أخنوش عاشر الكثير من السياسيين في كل الحكومات منذ 2007، ولم يستغل هذه الصداقة السياسية، وما فيها من أسرار شخصية، فيبوح بها، مطبقا قاعدة النساء المغربيات: "آآ لمعاود سرك آآ لمعاير بيه". أخنوش كنز من أسرار السياسيين، ولكنه لا يكشفها، من أجل شهرة زائفة، أو الظهور كسياسي صنديد، يلاحق تعليقات المعلقين، بقولهم: عطاه العصير.
أتحداكم، أن تأتوني بزعيم سياسي له مثل مواصفات أخنوش، نظافة في اللسان، حفظ للأسرار. سياسيون، لسان بعضهم يشبه "الواد الحار".
أتحداكم، أن تأتوني بسياسي يدعم الشباب، ويرتقي بهم، ويحتضنهم ليصلوا إلى الأعلى المراتب. لولا أخنوش لما وصل الحسن السعدي رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية إلى ما وصل إليه، لولا أخنوش لما وصل بيتاس الناطق الرسمي للحكومة إلى ما وصل إليه. هؤلاء بسطاء من عامة الشعب، احتضنهم أخنوش بحنانه، ومنحهم فرصة التألق والإبداع.
أتحدى الذين يسخرون من صورة أخنوش وهو يحتضن ذلك الشاب، الذي يعلم الله وحده قصته، أن يتصلوا به، ليعرفوا سعادته البالغة، حين وجد في حضن رئيس الحكومة الدفء والرعاية، بعدما أغلقت في وجهه كافة الأبواب ربما. هذا الشاب، قد نجده يتلقى الكثير من الاحتقار وعدم الاهتمام من شعب الفيسبوك، المدمن للنقد والحقد، لكن حين وجد أخنوش يفتح له ذراعيه، شعر بأن الحياة فيه الأمل، وقد يأتيك من شخص لا يخطر ببالك.
لا أفهم، لماذا هؤلاء يريدون رسم صورة عن أخنوش أنه وحش بأنياب يفترس المغاربة؟ يا سادة، أليس في قلوبكم الرحمة، يا سادة اتقوا الله، فأخنوش إنساني، أخنوش مغربي، أخنوش رئيس حكومتنا، أخنوش ليس شيطانا ولا عدوا، إنه منا ونحن منه. لماذا تريدون أن تجمعوا كل كوارث الجن والإنس، وتعلقوها على أخنوش.
أتحداكم، أن تأتوني برجل نجح في السياسة والأعمال. غالب السياسيين، تجدهم التحقوا بالسياسة بعد أن فشلوا في مهنهم. لكن أخنوش، نجح في تسيير مقاولاته، ونقل نجاحه إلى السياسة، بل يريد أن يشرك نجاحه مع الشباب.
يا ليتني كنت ذلك الشاب، الذي احتضنه أخنوش، هكذا يقول الكثير من الشباب الذين لم يجدوا عملا، وينتظرون نظرة حانية، وابتسامة أمل. شعب الفيسبوك، لا يفهم هذه التصرفات الإنسانية الرفيعة التي يمكن أن تقلب حياة إنسان رأسا على عقب.
إن شبابنا في حاجة إلى الأحضان، والمغاربة يقولون: "الله يجيب لي يفهمنا وما يعطيناش". أرجو صادقا، أن يكثر أخنوش من احتضان الشباب المغربي، وتوزيع الحنان عليهم. لا أريد أن أقسم بالله، أن هذا هو البسلم الشافي لبطالتهم وحسرتهم.
سيدي أخنوش، أطلق حملة في احتضان الشباب، أقنع نساء حزبك، لا، لا، معاذ الله أن أقول: أن يحتضنَّ الشباب بصدورهم، بل أن يحتضنَّ الشابات، ويعطونهن الحنان.
نحن شعب في حاجة ماسة إلى الحنان. لا شك أن أعظم قيادي في حزبك سيدي أخنوش، له طاقة حنان رهيبة، هو السيد رشيد الطالبي العلمي. لو احتضن فقط، عشرة شباب، سينطلقون كالصواريخ، وتنقلب حياتهم رأسا على عقب.
إياك، يا أخنوش، أن تفتر من العناق والاحتضان والحنان، صدقني، والله إنه الحل لكل مشاكل المغرب.
ما أجملها من صورة، لو طبقها جميع المغاربة لقمنا بحل أخطر المشاكل.
إرسال تعليق