U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

مصطفى بوكرن يكتب: لماذا أدخن الحشيش؟




بقلم: مصطفى بوكرن


كنتُ أظن أن الشعب المغربي سيفهم مغزى تدخيني للحشيش علانية، لكنني صدمتُ، بالمستوى الضعيف، في تأويل مشهد تدخيني للحشيش الكتامي.


أتأسف، أن يكون الجمهور قد وصل إلى هذا المستوى السطحي في الفهم، ربما هذا الجمهور، هو الذي يشاهد الأفلام الهندية فيبكي ويقهقه معها.


أنا فنان، وكل تصرفاتي، لها معاني عميقة، تحتاج إلى تبصر واجتهاد في الفهم. ولا يمكن لي، أن أقوم بتصرفات غير مدروسة، وليس لها دلالات كبرى. أنا لوحة فنية، من مفرق شعري إلى أخمص قدمي. أنا لوحة تحتاج إلى تأويل، ولم أجد من فهمني إلا رضوان الرمضاني وأحمد عصيد، والباقون، يحتاجون إلى دروس في تذوق الفن.


تعرفون أن الفنان موضوعه ملاحقة المعاني الهاربة. ولا يمكن للفنان أن يقتنص هذه المعاني بعقله المجرد، بل عليه أن يرتقي فوق العقل، ليصل إلى منطقة، منها يمكن أن يكون مبدعا. ولا يمكن الوصول إلى هذه المرحلة، إلا عن طريق وسيلتين: الأولى الانتماء إلى الزاوية الكركرية؛ والثانية تدخين الحشيش. وبما أنني ضد الخرافة في الدين، وحماية لعقيدتي من البدع، ولأنني لست منشدا للأمداح، فإنه مفروض علي، أن أدخن الحشيش، لأكتب نصوصا إبداعية متميزة.


لا يمكن لي، أن أكتب دون أن أدخن الحشيش، لأنه يصمت العقل، وينطق حاستي السادسة الملهمة، التي تجعلني أكتب من الأعماق، ولو بقيت أشعر بعقلي، فإنني لن أوفق في كتابات نصوص يتغنى بها الملايين الشباب حول العالم.


أنا تجربة عملية في التأثير في الناس، أجلعهم يقفون أمامي أكثر من ساعة، وكأنهم في صلاة التراويح، يبكون وفي لحظة خشوع مؤثرة. لولا الحشيش لما استطعت أن أنجح في مجالي الموسيقي.


أتأسف، لأنني مضطر أن أقدم شرحا لما أقوم به، والفنان ليس دوره أن يشرح للناس ما يبدعه من أعمال. ولأن مستوى تذوق الفن ضعيف، ولأن مستوى التلقي متدهور، أجد نفسي مضطرا لأشرح فسلفة تدخين الحشيش، وما وراءها من خلفيات عميقة، قد تسهم في نهضة المجتمع المغربي.


إن سر فشلنا في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، هو أننا لم نستطع مفارقة عقولنا، لنجد أنفسنا في لحظة جذبة جماعية، تكون شرارة الانطلاق نحو المستقبل.


لولا تدخيني للحشيش لما نجحت في مساري الفني. عندنا أزمة في البطالة. الشباب يتساءل باستمرار: أريد أفكار مبدعة لخلق مقاولة أو مشروعا تجاريا؟. أستغرب أن الكثير من الشباب صدقوا ذلك المؤثر، اللقب بالمقاول، يريد تدريبهم على المحتوى الذي يجذب الشباب بقيمة 999 درهما، ليربحوا دولارات كثيرة. هؤلاء الشباب، لو تأملوا قليلا، ودخنوا بعض "الجوانات"، لتهاطلت على رؤوسهم أفكار مبدعة تخرجهم من الفقر والعوز. وحين يصبحون أغنياء يتركون الحشيش.


يظن بعض الشباب، أنني سأظل مدمنا على الحشيش، هذا ليس صحيحا. هذه مرحلة مؤقتة، وأسميها مرحلة: "اللعاقة". بمعنى، جمع المال بأسلوب "هبل تربح". وبعد أن أصبح غنيا، سأترك الحشيش. وقد أفاجئكم أكثر من مفاجأة الرابور مسلم لجمهوره.


أدخن الحشيش لأنه يلهمني أفكارا جنونية، ستجعلني غنيا، وبعد ذلك أتركه، وسأواظب على الصلاة كل يوم، وليس فقط يوم الجمعة، وسأعتمر مرة كل سنة، لغسل ذنوبي، وبين الفينة والأخرى أحج. وقد أخرج أغاني لها دلالات دينية، كما فعل أستاذي الدون بيغ، بعد زواجه، وإنجابه.


يا سادة هذه مرحلة، لجمع المال، لإنقاذ أسرتي ونفسي من الفقر. افهموني أرجوكم.

قال الشاعر:

إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقة سكون
إذا درت نياقك فاحتلبها
فما تدري الفصيل متى يكون

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة