U3F1ZWV6ZTQwMTExODUzOTU3MDM5X0ZyZWUyNTMwNjAyNTk4MjY3NQ==

رسالة الملك في ليلة إحياء المولد النبوي

 




بقلم: مصطفى بوكرن


منذ مدة طويلة، لم نر الملك محمد السادس، يسير مشيا على الأقدام، لاستقباله، وفق البروتكولات الرسمية، حيث الحرس الملكي، يتقدم له بالتحية، على إيقاعات موسيقية مألوفة في هذه المناسبات.


تتواصل الملكية في المغرب مع مواطنيها قبل خصومها بالرموز أكثر من الخطابات المقروءة للرد على الكذب والبهتان والافتراء.


إن ما حدث في ليلة إحياء ذكرى المولد النبوي، هو رسالة طمأنينة موجهة إلى الشعب المغربي، الذي تقصفه قنوات متخصصة في الإساءة إلى الملك، تابعة لمخابرات أجنبية، والتي روجت قبل أشهر فيديو قصير للملك، تتهمه فيه بالسكر العلني!


كان يمكن للملك أن يجلس في محراب مسجد حسان، دون أن يقطع تلك المسافة مشيا على الأقدام، بل الأكثر من ذلك، نزل من الدرج، وتقدم بكل هدوء وطمأنينة إلى الحفل الروحاني البهيج.


يبدو بكل وضوح، أن هناك حرصا مقصودا، على أن يسير الملك مشيا على الأقدام، وينزل من الدرج، ليرى المغاربة جميعا في هذه الليلة الروحانية، طريقة مشي الملك، لطمس أدنى ذرة شك، قد تجثم على قلوب ضعاف التشبث بالملكية. وظهر الملك حين تقدم بالتحية للعلم المغربي، قد رجع إلى الوراء فجأة، مما دفع مولاي رشيد إلى رجوعه بسرعة.


اتضح جليا، أن الملك في صحة وعافية، ويمشي بهدوء وطمأنينة،  وحين نزل من الدرج، كان بجواره حارس شخصي، حفظا  للملك، الذي قد تخونه رجله أحيانا، نظرا لوضعه الصحي. الملك أجرى عملية جراحية على القلب، في يونيو 2020.


إن الملكية المغربية، ملكية رزينة هادئة مطمئنة، تخاطب بالرموز أكثر من الكلام. واستعمال الرموز هو جزء من منظومة سلطتها في الحكم، فتكسب بذلك، التقدير والاحترام والإجلال، دون أن ترد على الحاقدين والجاهلين.


لقد كان بحق حفل إحياء المولد النبوي حفلا راقيا، يتضمن الكثير من الدلالة الدينية والروحية والسياسية، لكن الجاهلين من خصوم الملكية في الخارج، لن يناموا هذه الليلة، ليبحثوا عن خرافات جديدة يروجونها في سوق وسائل التواصل الاجتماعي، للتأثير في رمزية حضور الملك في الوجدان المغربي. لكن ملك، يأتي في لحظة، فيجعل زبدهم جفاء، وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة