حكى الخبير عبد الرحمن مكاوي الخبير في الشؤون العسكرية، عن تحول نيلسون مانديلا من صديق مقرب للمغرب إلى داعم للانفصال في الصحراء قائلا: "كان مانديلا يفكر في حل لمشكلة الصحراء يقوم على مبدإ اللامركزية، وكان يفكر في نماذج مثل ألمانيا وكندا، لكن خطأ دبلوماسيا فادحا من جانب المغرب، أدى إلى تغيير موقفه منا ومنح الجزائر فرصة سانحة لضرب المغرب من خلال مانديلا". وأرجع مكاوي سبب ذلك إلى: "أن دبلوماسيا كبيرا لا داعي لذكر اسمه، تحدّث في لقاء خاص مع مجموعة من زملائه الأجانب، بطريقة أغضبت مانديلا حين أبلغه أحد الدبلوماسيين الفلسطينيين، أن المغاربة يعتبرون أنفسهم أولياء نعمتك ويقولون إنهم هم من صنعك ودعموك منذ الستينيات إلى غاية انتخابات الرئاسة". وكان لذلك أثر كبير في مانديلا، الشيء الذي دفعه إلى ينقلب على المغرب، قال مكاوي في حوار مع الصحفي يونس مسكين: "ومنذ ذلك الحين في 2003، أصبح مانديلا أداة فعّالة في يد خصوم المغرب، بل هو الذي أثر على أوباما شخصيا والحزب الديمقراطي الأمريكي ضد المغرب".
وترجع قصة علاقة مانديلا بالمغرب إلى "طلب الحسن الثاني من الخطيب أن يقوم باستقدام مانديلا إلى الرباط، وهو ما حصل، حيث مكث في العاصمة ثلاثة أيام، وأغدق عليه بالأموال والأسلحة" وهذه الواقعة هي التي يشير إليها الخبير في الشؤون العسكرية التي كانت سببا، في استعمالها بطريقة مغرضة للتأثير على موقف مانديلا من الغرب.
وعلاقة مانديلا بالمغرب قديمة، حيث حصل على جواز سفر مغربي في ستينيات القرن الماضي، وقد منح له ذلك، عبد الحفيظ بوصوف مؤسس المخابرات الجزائرية، الذي كان يتوفر على جوازات سفر مغربية، مكنه منها عبد الكريم الخطيب وزير الشؤون الإفريقية آنذاك، بأمر من الحسن الثاني، ومن الذي كانوا يمتلكون جواز سفر مغربي عبد العزيز بوتفليقة الرئيس السابق، باسم عبد القادر لزعر، كما يروي ذلك عبد الرحمن مكاوي في حواره مع يونس مسكين.
وقد أقام نيلسون مانديلا بمدينة وجدة، وكان يتدرب على الملاكمة عند المدرب محمد بوراس، وقد أصيب مانديلا بكسر في أنفه. وحين التقى عبد الرحمن مكاوي نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا، قال له مازحا: لقد حملني بوراس رسالة، إن اعترفت بالبوليساريو سيكسر أنفك مرة أخرى.
يذكر أن هذا الحوار جاء في العدد 1240، بتاريخ 12/12/2013.
إرسال تعليق